7X7

التوأمـان .. الطيـران والسياحـة

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتضنت دبي خلال الاسبوع المنصرم سوق السفر العربي والذي كان كالعادة متميزا مثله مثل معرض دبي للطيران الذي يتميز بالصفقات الكبيرة في شراء الطائرات والمعدات. ولكن هل يستطيع أي من القطاعين الطيران أو السياحة الاستغناء عن الآخر؟

بالطبع لا، فكلاهما مكمل للآخر ومن هنا نستطيع تسميتهما بالتوأمين لترابطهما الذي لا ينفصل. فالطيران عنصر أساسي في السياحة، ويوفر حلقة وصل حيوية بين مجالات توفير السياحة ووجهات السفر وبالتالي هناك روابط وثيقة جدا بين الطيران والسياحة، حيث إن وجود علاقة ذات اتجاهين ضرورية من ناحية توفير الوجهات السياحية وسهولة الوصول إليها. وبالنسبة للطيران هناك العديد من الفوائد التي يوفرها ايضا قطاع السياحة نظرا للطلب المتزايد على الوجهات السياحية.

الطيران هو وسيلة ذات أهمية متزايدة في فتح الأسواق السياحية، خاصة في البعد الجغرافي بين الدول حيث ان السفر الجوي كان وما زال مهيمناً خاصة للمسافات الطويلة في ظل تحرر قطاع السياحة من القيود المختلفة لاسيما مع ظهور الطيران الاقتصادي ذي التكلفة المنخفضة الذي زادت أهميته في الرحلات القصيرة والمتوسطة.

إذ إن التطورات في قطاع الطيران وزيادة آثاره الكبيرة في خلق أسواق سياحية جديدة تمنح السائح المزيد من الخيارات والوجهات بأسعار مخفضة لاسيما أن السياحة تشكل جزءاً رئيسياً في إستراتيجيات التنمية الاقتصادية للدول وتعتبر الدخل الأقوى والأكبر للكثير من الدول.

فحسب "أياتا" فإن صناعة السياحة تساهم مساهمة رئيسية في الاقتصاد العالمي حيث إنها ساهمت العام المنصرم بشكل مباشر بمبلغ 6.57 تريليونات درهم في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ودعمت أكثر من 99 مليون فرصة عمل مباشرة عالميا أي ما يساوي 3.4% من مجموع الوظائف في العالم.

ويتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة ان قطاع السياحة سيوفر عالميا أكثر من 120 مليون وظيفة في 2021. قطاع الطيران هو الآخر يدعم السياحة حيث إن أكثر من 51% من السياح الدوليين يسافرون عن طريق الجو وبذلك يدعم قطاع الطيران 34.5 مليون وظيفة في قطاع السياحة مساهما تقريبا بمبلغ 2781 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

ومساهمة النقل الجوي في قطاع السياحة تتمحور في توفير 14.4 مليون وظيفة مباشرة خاصة في ظل إنفاق الزوار الاجانب القادمين عن طريق الجو، وهذا يشمل وظائف في الصناعات مثل الفنادق والمطاعم وسيارات الأجرة وأماكن الترفيه.

يوفر الطيران أيضا 13.2 مليون وظيفة غير مباشرة في الصناعات المزودة لقطاع السياحة بواسطة الزوار القادمين جوا. كما أن قطاع الطيران يساهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة 6.9 وظيفة في قطاع السياحة من خلال وسائل و طرق اقتصادية أخرى.

وتقدر ضخامة العائدات المالية من قطاع السياحة في الدولة ب 21.6 مليار درهم خلال العام المنصرم. ويتوقع الخبراء بأن منطقة الشرق الأوسط يمكنها استقطاب 70 مليون سائح حتى 2020 ما يشكل حافزا في زيادة الإيرادات والقيام باستقطاب النسبة الأكبر منهم للدولة خاصة في ظل توفر البنية السياحية التحتية الممتازة.

إلا إنه رغم الجهود المخلصة التي يبذلها المجلس الوطني للسياحة في الدولة وباقي الدوائر والمؤسسات التي تروج للبلاد سياحيا، فما زال الامر يستدعي تضافرا اكبر للجهود والمزيد من التنسيق بين الجهات المختصة وخاصة بين قطاعي الطيران والسياحة والعمل على توفير خطط إستراتيجية اتحادية من شأنها زيادة دخل السياحة والاستحواذ على حصة اكبر من هذا القطاع الذي يتعاظم اقليميا ودوليا.

Email