7X7

قطاع الطيران.. أين موقعه من التوطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتضنت أبوظبي الاسبوع الماضي، وبتنظيم من وحدة مبادلة لصناعة الطيران، القمة العالمية للطيران والفضاء التي تعد الحدث الأكبر من نوعه للقاءات الاستراتيجية لقادة الصناعة العالمية والتي حضرها عدد كبير من كبار الشخصيات والرؤساء التنفيذيين لشركات الطيران وأكثر من 700 من القادة المفكرين والشخصيات المؤثرة في عالم الطيران الفضاء.

كانت أهمية القمة في مناقشة تحديات عالم الطيران والفضاء واتجاهات السوق وتوقعات العملاء والفرص المستقبلية. لكن ما لفت انتباهي في القمة هو حضور العشرات من أفضل وألمع الطلاب من مختلف الجامعات في الدولة والذين حظوا بفرصة لقاء شخصيات بارزة في صناعة الطيران خلال القمة التي ترجمت كلمات والدنا ومعلمنا ومؤسس دولتنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن الاستثمار الحقيقي ليس في المصانع ولكن في الرجال التي تدير المصانع، وذلك من خلال تكريسها جزءا محوريا من فعالياتها لتطوير التعليم والمهن في صناعة الطيران، بعد أن وقع الاختيار على مائتين من أفضل الطلاب لحضور جلسات «البرنامج المهني»، وهو برنامج استراتيجي ركز على تطوير المهن بدعم كل من شركة بومباردييه، واريان سبيس وانجيليكوم، وشركة استثمارات الفضاء، واتحاد الطيران الخاص في الشرق الأوسط. وحصل الطلاب الطموحون على فرصة للمشاركة في تمرينات بحل المشكلات المتعلقة بتقنيات صناعة الطيران، والحضور والمشاركة في حلقة نقاش عن تشجيع المواطنين الشباب على العمل في قطاع الطيران. كما كانت للطلاب فرصة في زيارة أهم الشركات المختصة في مجال الطيران في أبوظبي رغبة في منحهم أفكاراً هامة بصورة عملية.

وسنحت للطلاب المشاركين فرصة الحوار مع ممثلي الشركات والاستشاريين في القطاع، بالإضافة للاختيارات المهنية المتعددة، والبرامج المرتبطة بعلوم وتكنولوجيا وتقنية الطيران.

ورغم ما يلعبه قطاع الطيران من دور رئيسي في نمو الاقتصاد الوطني من خلال مساهمته بمبلغ 150 مليار درهم، أي ما يعادل 15% من الناتج المحلي الإجمالي، ورغم النمو الكبير والمتسارع لصناعة الطيران وخاصة في بناء المطارات وتوسيع القائم منها والعدد الهائل من الطلبيات للطائرات الجديدة من قبل شركات الطيران الوطنية إلا أن نسبة المواطنين في هذا القطاع للأسف لا ترتقي إلى طموح وتطلعات قيادتنا الرشيدة. لذلك، أتمنى من هذا القطاع، وخاصة شركات الطيران والمطارات، زيادة الاهتمام بقضية التوطين وبناء الكفاءات الفاعلة والمنتجة من خلال تعليمهم وتدريبهم على المهارات الأساسية اللازمة لإلحاقهم بالإدارات والأقسام المختلفة لديها.

كم نفخر ونتغنى بقصة نجاح قطاع الطيران في الدولة وريادته الإقليمية والعالمية، نظراً لجودة وحداثة الخدمات التي تقدمها شركات الطيران والمطارات. لكن فخرنا هذا سيزداد عندما نجد زيادة عدد شباب الدولة في إدارة دفته بنجاح واقتدار. لن يتحقق هذا الحلم إلا بوضع قطاع الطيران لخطط واستراتيجات طويلة الأمد لجذب الشباب المواطنين للانخراط والعمل والإبداع فيه. عندئذ ستكتمل فعلا قصة النجاح في هذا القطاع الحيوي.

Email