أي من الأوبامين سيفوز؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع استمرار معركة الترشيح الجمهوري التي تبدو بلا نهاية، يتضح بدرجة أكبر أن منافس الرئيس الأميركي باراك أوباما الأكثر شراسة، سيكون على الأرجح: أوباما نفسه.

وفي بعض الأحيان، تكون الانتخابات التمهيدية الطويلة والصعبة في صالح الحزب، إذ إنها تجبر المرشحين على أن يصبحوا أقوى وأفضل وأكثر استجابة لجمهور الناخبين. وفي أحيان أخرى، لا تكون في صالحه، كما هي الحال بالنسبة للسباق الجمهوري في العام الجاري.

وليس من المستغرب أن فرص إعادة انتخاب الرئيس أوباما في موقع "إنتريد"، تقف حالياً عند ما يقرب من 60%، وأن المتنبئ المتخصص نيت سيلفر أعطى أوباما "أفضلية بنسبة 60%" على ميت رومني. وكان ذلك في منتصف فبراير الماضي، أي قبل معادلة الحزب الجمهوري الغريبة بين الحرية الدينية ومنع استخدام وسائل منع الحمل، وقبل أن تخلص باربارا بوش إلى أن كثيرين في مؤسسة الحزب الجمهوري (ناهيك عن خارجها) يقولون لأنفسهم بلا شك: "أعتقد أن هذه الحملة كانت أسوأ حملة انتخابية رأيتها في حياتي".

لذا فإن هذه الانتخابات، بالنسبة لي، أمامها مساران فقط، وهما أوباما ضد مرشح الحزب الجمهوري، وأوباما ضد أوباما. وبالطبع، فإن أموراً كثيرة قد تحدث من الآن حتى نوفمبر المقبل. وأريد أن أوضح أنني أعتقد أنه من الضروري لهذا البلد، وللعالم بأكمله، أن يهزم الرئيس جميع خصومه المحتملين. ولكن في حال استمرت الاتجاهات الحالية وبدت نتيجة المسار الأول أكثر استقرارا، فإنه سيكون من الضروري أيضاً أن نبدأ في التركيز على النتيجة المحتملة للمسار الثاني، التي ستتمثل في اختيار أحد الأوبامين.

لقد رأينا جميعاً كيف يتصرف كلا الأوبامين. فلدينا أوباما الحملة، الذي يملك قدرة هائلة على الإلهام وتحدي الوضع الراهن المكسور. وهذا هو أوباما الذي قال إنه سيغير طريقة عمل واشنطن، والذي وعد بأنه لن يكتفي بقراءة استطلاعات الرأي والتفكير في الطريقة التي ستمكنه من الحفاظ على منصبه. وأوباما هذا لم يكن ليقبل بالحكمة التقليدية لما كان ممكناً، وكان سيرفض "العقائد البالية التي خنقت سياساتنا لمدة طويلة من الزمن".

ولدينا بعد ذلك أوباما الحاكم. وهذا هو أوباما الذي سمح للعقائد البالية بأن ترسم حدود ما كان يعتبر ممكناً (سواء في ما يتعلق بالاستثمار في البنية التحتية، أو الوظائف، أو حبس الرهن، أو التقشف في مقابل النمو، أو أفغانستان). هذا هو أوباما الذي أصر عن حق على ضرورة توفير الرعاية الصحية للجميع، والذي، مع ذلك، هندس نظاماً جديداً يعتمد، بصورة عامة، على اللاعبين أنفسهم ويكافئهم، بما في ذلك شركات التأمين، وتكتلات المستشفيات، وشركات تصنيع الأدوية.

هذا هو أوباما الذي يحلم في خطابه بأمور لم يكن لها وجود، ويسأل: "لم لا؟" ومن ثم، في البيت الأبيض، يرى الأمور على ما هي عليه، ويسأل: "لم قد نبعثر الأمور؟".

وبالتالي، فإن لدينا أوباما الذي قال في عام 2007: "إنني أرشح نفسي بسبب ما سماه الدكتور كينغ بـ"الإلحاح الشديد للوقت الحاضر". "وأنا أرشح نفسي لأنني أعتقد أن هناك ما يعرف بفوات الأوان". والذي دعم كلامه في عام 2008 من خلال التأكيد على أن "التغيير لن يأتي إذا انتظرنا شخصا آخر أو وقتاً آخر، إننا الأشخاص الذين ننتظرهم، ونحن التغيير الذي نسعى إليه".

ومن ثم لدينا أوباما الآخر، الذي بدا وكأنه يحكم بالإلحاح الشديد للوقت اللاحق، أو لما بعد الوقت اللاحق. وكما قال لمجلة "60 دقيقة" في شهر ديسمبر من العام الماضي: "لطالما ظننت أن هذا مشروع طويل الأجل، وأن عكس ثقافة واشنطن، التي تهيمن عليها المصالح الخاصة، سيستغرق أكثر من عام. وسيستغرق أكثر من عامين. وسيستغرق أكثر من فترة رئاسية واحدة. وقد يتطلب أكثر من رئيس واحد".

لذا أعتقد أننا لم نكن الأشخاص الذين كنا ننتظرهم. وفي الحقيقة، فإن الشخص الذي ننتظره لن يترشح للانتخابات في ما يبدو حتى عام 2016.

ولكن إذا استمر تراجع السؤال حول ما إذا كان أوباما سيفوز، كما آمل أن يحدث، فإن السؤال حول مَن مِن الأوبامين سيفوز يصبح أكثر أهمية.

وهذا لا يعني أن أوباما يتعين عليه أن يفعل ما يريد منه التقدميون، أو أي فئة أخرى من الناخبين، ولكنه يعني ببساطة أنه سيصبح مسؤولاً عما يدعي أنه يريد أن يفعله.

Email