عضو المجلس يعمل.. لا يجلس

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما هو المقصود بالبرلمان أو المجلس الوطني أو مجلس الشعب؟ هو هيئة تشريعية تمثل السلطة التشريعية في الدول الدستورية، حيث يكون مختصا بممارسات السلطة التشريعية وفقا لمبدأ الفصل بين السلطات. ويتكون هو بدوره من مجموعة من الأفراد يطلق عليهم اسم العضو أو النواب، ويكون التحاقهم بالبرلمان عن طريق الانتخاب والاقتراع العام.

أما عن العمل البرلماني فهو كثير التعقيد واسع المجال يقع بين طلبات الشعب وإرادة الحكومة والأجندة الشخصية للعضو فهو بين كل هؤلاء مطلوب منه أن يزن الأمور وهذا نجده من التاريخ السياسي لهذه المجالس وكيفية طرق عملها وعلى سبيل المثال المسيرة الطويلة التي قطعها البرلمان الأوروبي منذ العام 1949 قبل أن يصبح شريكا حقيقيا في اتخاذ قرارات الاتحاد الأوروبي، ولاعبا أساسيا في حياة المواطنين الأوروبيين. فالعمل البرلماني يحتاج إلى نضوج سياسي واقتصادي ورؤية واضحة من الحكومة فإذا أسقطنا هذا الكلام على دولتنا الحبيبة الإمارات وجدنا أن رؤية الحكومة كانت عام 2006 بجعل نصف الأعضاء بالانتخاب تنم عن النضوج السياسي في مسيرة تطور البلاد وخاصة بعد أن حققت الإمارات اقتصاد مستقر ومتين مؤثر وحيوي على المستوى الإقليمي والعالمي.

وجدنا أن حكومتنا مشكورة قامت بدورها وجعلت المسؤولية الآن على عاتق الشباب الذي كان لهم الحظ الأكبر من قائمة الناخبين 2011 متأملين جميعا أن تترشح وتلتحق كوادر شابة وطنية ومؤهلة لتكمل مسيرة المجلس الوطني الاتحادي، وهنا وجدت عدد من الناس يشغل نفسه بفئات المرشحين كتيارات وآخرين يرون بتأجيل الانتخابات لمنح مزيد من الوقت ووجدت عدد من المستاءين لماذا لم يظهر اسمي بالقائمة وآخرين ينون الترشح يناقشون الأمر على موقع تويتر أو موقع المغردين. لكن الحقيقة ان كل هذا وما تمر به الإمارات أراه ولادة مدرسة جديدة في العمل البرلماني .

والكل يترقب ويتابعنا فيجب أن نجعلها ناجحة بكل المقاييس وعلينا أن نوجه اهتمامنا بتثقيف الناخبين، وأن نكون إيجابيين فاعلين في وطننا، المجلس في اعتقادي سيكون منوط به دور كبير فهو مستقبلا سيكون الجسر بين الحكومة والشعب حيث أعضاؤه سيكون عليهم دور تمثيل صوت الشعب فيما يمرر عليهم من اتفاقيات دولية ومسودات القوانين وميزانية الدولة، فنجد على العضو أن يكون له رصيد عالي من الخبرة والعلم يؤهله إلى مناقشة الوزراء والأوضاع السياسية والاقتصادية وذلك لتفعيل دور المجلس بالمشاركة المجتمعية الحقيقية وفي رأي نجاح عملية الانتخاب وليس نجاح المرشحين قد يجعل الإمارات تختصر كثير من الزمن وحتى قد نسبق من سبقونا في هذا المجال.

علينا جميعا أن نعلم أن من نختاره عليه أن يكون يحمل خبرات للمهام المنوطة للمجلس وللجانه حتى يتمكن من دراسة واقع ما يمرر ويعرض عليهم بالمجلس وتحليل المواضيع بشكل يجعل الطرح قوي في المجلس بما فيه وتقضيه المصلحة العامة فكما يقول المثل كل إناء ينضح بما فيه وأيضا المثل الذي يقول فاقد الشيء لا يعطيه، ففي تصوري انتخابات 2011 للمجلس لن يكون فيها المجاملات وجعل الأوصاف إقنون للصوت لكن ستكون أقرب إلى ماذا يستطيع هذا المرشح أن يقدم وما هي خبرته وخلفيته، فنحن نعول على نضوج صاحب الصوت والأمانة التي يحملها للإمارات حكومة وشعبا.

وهذه بعض النقاط التي قمت بالتواصل بها على حسابي بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي وذلك بغرض الإثراء الفكري ولكن أتوقع من اللجنة الوطنية أن تقوم بدور كبير بتثقيف الناخبين بواسطة الإعلام المقروء والمسموع والمرئي لفهم دور المجلس ودور العضو بشكل أعمق حتى لا يكون الانتخاب عشوائي أو مزاجي فآفة الرأي الهوا. فإن الانتخاب يعني اختيار مجموعة من الناس لشخص من بينهم، يكون ناطق بلسانهم ومعبراً عن آمالهم وآلامهم ومحاولاً تحقيق رغباتهم وتطلعاتهم من خلال عمله بالمجلس الذي سيشركه مع عمل الأعضاء الآخرين في المجلس الوطني في اجتماع ممثلي الشعب. ونجد مدى خطورة المهمة وأهمية الناخب الذي سوف يقوم بعملية التصويت ونرى أن المجلس يحتاج أعضاء نشيطين ينزلون الميدان، يدرسون ويحللون ويقدمون التقارير للمجلس ولسان حالهم يقول في دورة أمدها أربعة أعوام عضو المجلس يعمل لا يجلس.

وهنا بعض النقاط التي قد تساعدنا في اختيارنا للمرشح الذي يمكن أن يحوز على ثقة الناخبين:

1- أن يكون بالفعل عضوا إيجابيا وفعالا في المجتمع والعمل التطوعي.

2- أن يتمتع بالقدرة والكفاءة التي تؤهلهُ لأداء عمله بالصورة المطلوبة.

3- أن تتوفر فيه مزايا الصدق والنزاهة والتجرد والوطنية والشجاعة وروح المبادرة.

4- أن يكون حريصا على التقيد بالثوابت مع قدرة على المرونة في الأمور الجزئية.

5- أن يضع نصب عينيه دائما المصلحة العامة وأن يعمل قدر جهده من اجل تحقيقها والدفاع عنها.

6- أن يعمل من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية ومكتسبات الاتحاد.

7- القدرة على النزول إلى معترك الحياة للمواطن وينقل همومهم للمجلس بشكل منهجي ومدروس.

8- يكون برنامجه كمرشح ضمن صلاحيات المجلس الوطني وليست شعارات تنتهي 24 سبتمبر.

علينا أن نكون واقعين في طرحنا كمرشحين فلا للهتافات الرنانة بدون خبرة تترجم الى عمل ولا للمجاملات الهدامة التي تكون على حساب تقدمنا ولا للترشح للجلوس على كرسي المجلس فعضو المجلس يعمل لا يجلس، والشباب اليوم أصبح لهم وعي كبير ويتحدثون أين دور المجلس لم أر تأثيره في حياتي ويتساءل بعضهم كيف يمكن محاسبة الأعضاء. كل هذه مقاييس للنضوج البرلماني الإماراتي وثمار انتخابات 2006 للمجلس ونحن لا نريد أن نقلد تجربة أي دولة أو نظام لكن نريد أن نقدم لهذه الدول مدرسة إماراتية جديدة في عالم العمل البرلماني كمجلس وأعضاء وشعب وحكومة، وإماراتي.

خبير اقتصادي ومستشار مالي

Email