شيكاغو والنقاش المثمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه مدينة شيكاغو مأزقاً، فقد دمر الكساد العظيم الأسر العاملة والفقيرة، في حين فاقم التفاوت العنصري الشديد بالفعل، والبؤس الذي طال أمده يجعل المشكلات أقل قابلية للتحمل. ويعني تراجع الإيرادات والاحتياجات المتزايدة، أن المدينة لا بد أن تتخذ خيارات واضحة في ما يتعلق بالأولويات.

على الصعيد الوطني الأميركي، فقد أصبح الفقر كلمة لا يجرؤ سياسي على التفوه بها. فأزمة مدننا ليست على جدول الأعمال، واللامساواة الصارخة في الدخل والثروة، والتي لا يمكن تحملها، في بلد تستحوذ فيه فئة الـ‬1 الأغنى على ‬24٪ من الدخل، يتم تجاهلها على نطاق واسع.

يتيح السباق على تولي منصب عمدة شيكاغو فرصة لكسر حاجز الصمت، وهذه الانتخابات التي تجري هذا العام، لن تطغى عليها الانتخابات القومية. ومع خوض سيناتور أميركي سابق ورئيس سابق لموظفي البيت الأبيض للسباق، فإنه يحظى باهتمام من جانب الصحافة القومية الأميركية. لذلك فإننا نضع المرشحين أمام تحدِ، وهو «اعطونا نقاشاً جديراً بمدينة عظيمة غارقة في مأزق».

في شيكاغو لا تزال البطالة تقترب من مستوى مؤلف من خانتين، ويبلغ معدل البطالة بين الأميركيين السود ما يعادل ضعف مستوى البطالة بين البيض تقريباً. وفي ولاية إلينوي يصل معدل البطالة بين من تتراوح أعمارهم بين ‬20 و‬24 من الشباب الأميركيين من أصل إفريقي، إلى واحد من كل ثلاثة، وهو أسوأ ثالث معدل في أميركا. ويتفشى الفقر، في الوقت الذي تحلق طوابع الغذاء إلى معدلات قياسية، ويطغى الطلب على مطابخ الغذاء.

وقد انخفض مستوى الدخل عموماً في جميع أرجاء العاصمة، بأكثر من ‬10٪ خلال العام الماضي. ومنذ عام ‬2000، خسرت إيلينوي أكثر من مئتي ألف وظيفة في قطاع الصناعات التحويلية، وما تبقى من وظائف الخدمات يقدم رواتب أقل وضماناً أقلّ. فما هي خطة التنمية الحضرية لإنعاش شيكاغو؟

لا تزال التفاوتات العنصرية المعيبة تترك تأثيراً وحشياً، وكما أشار تقرير اللجنة المعنية بدراسة تأثير التمييز في العدالة بولاية إلينوي، فإن تعاطي المخدرات هو نفسه تقريبا بين جميع الأجناس، غير أن الأميركيين من أصل إفريقي واللاتينيين، يعتبرون الأكثر عرضة للتوقيف من قبل الشرطة، والأكثر تعرضاً للفحص من قبل الكلاب البوليسية، والأكثر عرضة للاعتقال على الأرجح، والأكثر عرضة للاتهام والسجن، والأكثر تعرضاً للسجن لمزيد من الوقت في جريمة اللاعنف نفسها. فما هي الخطة لمعالجة هذه المظالم؟

وتعد النساء الأميركيات من أصل إفريقي، أكثر عرضة للوفاة بنسبة ‬62٪ بسبب سرطان الثدي، مقارنة بنظيراتهن من النساء البيض في شيكاغو، حيث يرجع السبب في معظمه إلى عدم وجود مستشفيات لعلاج السرطان في أحيائهن. ولا وجود لهذا التفاوت في مدن أخرى.

في هذه المدينة، فإن الأميركيين من أصل إفريقي واللاتينيين، وهم الفقراء على نحو غير متكافئ، يعانون من ارتفاع معدلات المواليد ذوي الوزن المنخفض. فأطفالنا على الأرجح أقل احتمالاً لأن يحصلوا على منزل آمن أو تغذية كافية. وعلى الأرجح لن يذهبوا إلى المدارس المكتظة بالطلبة، والتي ليست فيها مرافق ومواد كافية، مع وجود معلمين أقل تدريباً في المواد التي يدرّسونها.

الاختبار يثبت فقط ما نعرفه، وهو أن مستواهم متدنٍ، في الوقت الذي يقتصر نظام التعليم في المدارس على تمارين التلقين والحفظ، التي تسحق أي خيال.

إننا بحاجة إلى نقاش يتناول التحديات الحقيقية التي نواجهها. فقد تعلم الساسة المهرة كيفية المراوغة في مواجهة أي سؤال.

لكن الآن، وفي هذه الأزمة، نحن بحاجة إلى القادة الذين لديهم رؤية واضحة، حول كيفية الخروج من المأزق الذي وقعنا فيه.

مرشح سابق للرئاسة الأميركية

Email