السفينة"شباب عمان"رسالة ود وصداقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بينما وضع حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – أسسا ومبادئ راسخة لسياسات السلطنة وعلاقاتها مع مختلف الدول والشعوب الأخرى، وهي أسس ومبادئ نجحت في الواقع في بناء علاقات طيبة وصداقات مفيدة مع كل الأشقاء والأصدقاء، وكثيرا ما عادت بالخير والفائدة على شعوب ودول المنطقة التي تتطلع إلى مزيد من الاستقرار والطمأنينة، فإن مما له دلالة عميقة إن تنفيذ هذه السياسات لا يقتصر على وزارة الخارجية العمانية – بحكم دورها ومهامها -  ولكنه مصلحة وطنية تشارك مختلف مؤسسات الدولة في العمل على تنفيذها، كل حسب دوره وموقعه، وفي تناغم وتكامل يحقق مصلحة عمان، الدولة والمجتمع والمواطن، في الحاضر وفي المستقبل أيضا.


وفي هذا الإطار فإنه ليس من المبالغة في شيء القول بأن لوحة وداع سفينة البحرية السلطانية «شباب عمان» لميناء مدينة ستيتيشن البولندية، عائدة إلى أرض الوطن، بعد مشاركتها في مهرجان اختتام سباق السفن الشراعية الطويلة في الفترة من 4 إلى 6 من الشهر الجاري، هي بالقطع لوحة بالغة الدلالة والمعنى، فاصطفاف الكثيرين من البولنديين والجنسيات الأخرى للمشاركة في وداع السفينة، وتبادل التحية بين طاقم السفينة والمودعين، كانت استمرارا لنجاح حققه طاقم السفينة «شباب عمان» ليس فقط في مهرجان ستيتيشن، ولكن في مختلف الموانئ التي توقفت فيها وزارتها في الدول الأخرى على امتداد رحلتها الطويلة، وفي المسابقات التي شاركت وفازت بجوائزها أيضا. 

ولأن النجاح، والحفاظ عليه، ليس مصادفة، فإن كلمات الشكر والتقدير ينبغي أن تصل لكل طاقم السفينة، وللبحرية السلطانية العمانية، وكذلك لكل الهيئات والجهات التي شاركت في صنع وتحقيق هذا النجاح، ومنها الخارجية العمانية وغيرها .وذلك لأن السفينة شباب عمان تقوم خلال رحلاتها بدور شديد الأهمية في التعريف بتراث البحرية العمانية الممتد عبر التاريخ من ناحية، وكذلك التعريف من ناحية ثانية بالنهضة العمانية الحديثة التي يقودها جلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه -  وذلك من خلال استقبال الزائرين للسفينة، وتنظيم معارض الصور، والمشاركة بفعاليات موسيقية وتراثية في المهرجانات التي تقام على هامش المسابقات التي تشارك فيها.

وتقديم صورة مشرفة للمواطن وللجندي العماني. من جانب آخر فإن السفينة «شباب عمان» التي تسهم في تعزيز أواصر الصداقة مع الشعوب الأخرى، حققت بالفعل جوائز قيمة، وفازت بمسابقات دولية شاركت فيها سفن تابعة للعديد من دول العالم، وهو إنجاز آخر يسعد كل عماني وعمانية.

فالسفينة «شباب عمان» فازت  في رحلتها التي تعود منها إلى الوطن، بكأس الصداقة الدولية لسباق السفن الشراعية الطويلة، وذلك للمرة العاشرة، وهو إنجاز غير مسبوق بالفعل في تاريخ سباقات السفن الشراعية. يضاف إلى ذلك فوز السفينة بجائزة الاتصالات، وجائزة أفضل عرض لأطقم السفن المشاركة – عبر استفتاء الجمهور – وجائزة السفينة التي قطعت أطول مسافة حتى الوصول إلى المحطة الأخيرة للسباق، وهي جميعها جوائز تؤكد كفاءة وانضباط وتفاني طاقم السفينة، والجهد الكبير، المباشر وغير المباشر، الذي صنع هذا النجاح ويحافظ عليه من أجل عمان، الوطن والإنسان.
 

 

Email