خدمات المعتمرين.. تجربة سعودية نادرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من الأمطار الغزيرة التي هطلت على مكة المكرمة خلال اليومين الماضيين، وعلى الرغم من وجود أعمال إنشائية ضخمة في الحرم المكي ومحيطه، وعلى الرغم من أن المدينة المقدسة تشهد تحولا تنمويا لم تشهده عبر تاريخها، مما يستوجب تغيير مسارات بعض الطرق، وغلق أخرى، إلا أن الليالي العشر الأخيرة في رمضان تؤكد على نجاح الجهات المعنية بخدمة المعتمرين والمصلين، وأن الخبرات المتراكمة في مثل هذه المواسم قد منحت هذه الجهات قدرة هائلة على التعامل مع المستجدات الميدانية مهما كانت صعوبتها، ومهما كانت المعوقات الآنية الهادفة إلى تذليل صعوبات المستقبل.

لم تكن الأعداد أقل من السنوات الماضية، ولم تكن الظروف كالسنوات الماضية، وبرغم كل ذلك تحقق النجاح، وتوافرات الروحانية، واستطاع المسلمون تأدية مناسك العمرة، وأداء صلواتهم بيسر وسهولة.

عدد الواصلين إلى مكة المكرمة، عبر وسائل النقل العام، خلال خمسة وعشرين يوما من شهر رمضان المبارك، بلغ 12 مليونا، استخدموا أكثر من نصف مليون مركبة، بحسب تصريح مدير عام الإدارة العامة للمرور اللواء عبدالرحمن بن عبدالله، وهو يمثل جزءا من العدد الإجمالي، لكنه يدل على ضخامة الحشود، ويشي بعمل استثنائي، وهو ما كان في ليلة الـ27 من رمضان، حين وجه أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، اللجنة العليا لمراقبة نقل المعتمرين والحجاج في هذه الليلة بوضع خطة استثنائية لزيادة عدد حافلات النقل العام وإغلاق المنطقة المركزية تسهيلاً للمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام".

خدمات المعتمرين، ومثلها خدمات الحجيج، تشكل منظومة متكاملة، لا تغني فيها جهة عن أخرى، وهي جهات ذات مرجعيات إدارية مختلفة، بل وذات هياكل متباينة؛ فبعضها أمني خالص، والآخر خدمي، وجزء منها تخطيطي وعلمي، إلا أن اختلاف المهام، وتباين الهياكل، لم يحل دون أن يتحول عمل هذه الجهات إلى عمل تكاملي، يهدف إلى هدف واحد هو تقديم الخدمات كافة لقاصدي بيت الله الحرام، وهي تجربة سعودية خاصة، تجعل من إدارة الحشود، في أزمنة مخصوصة، وأماكن محدودة علامة على خبرة ليست إلا لهذه البلاد.
 

Email