ممارسات إسرائيلية غير مقبولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن قدسية ليلة القدر المباركة لم تمنع إسرائيل من التوقف ولو لفترة مؤقتة عن جرائمها وتضييقها بحق الفلسطينيين ككل وقاصدي المسجد الأقصى على وجه الخصوص لإحياء هذه الليلة المباركة والتي هي خير من عبادة 83 عامًا، فبالرغم من حملهم لتصاريح تسمح لهم بدخول المدينة المقدسة إلا أن إسرائيل واصلت سياساتها الإجرامية وغير الأخلاقية بحق الفلسطينيين بمنع من هم دون الأربعين عامًا من التعبد في هذه الليلة في إولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

ليس بغريب على دولة الاحتلال الإسرائيلي التضييق على الفلسطينيين في معيشتهم وعبادتهم وحتى في وجودهم على أرضهم المحتلة، ولكن الغريب أن يبقى هذا الصمت الدولي المطبق تجاه كل هذه الجرائم، فالدول الغربية وصاحبة القرار الدولي المؤثر على وجه الخصوص، تغض الطرف متعمّدة عن الممارسات الإسرائيلية وهي التي صدّعت الرؤوس بمطالبتها العلنيّة باحترام الحريّة الدينية للأفراد والجماعات في العالم، وحينما يأتي الحديث عن الجرائم الإسرائيلية لا تجد لهم صوتًا ولا حتى ردة فعل خجولة.

العنصرية الدينية الإسرائيلية ليست مقتصرة على المسلمين فحسب، بل إن المسيحيين في الأراضي المحتلة يعانون من نفس الممارسات والتضييقات، وهذا يثبت في كل يوم أن إسرائيل دولة مارقة ومتمرّدة على القانون، بل إنها تتلذذ تعذيب الآخرين وكسر إرداتهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم وهي حرية ممارسة المعتقد، فهي ما انفكت عن تدنيس المسجد الأقصى وقبة الصخرة بسماحها لقطعان المستوطنين بالتجول في باحات الأقصى تحت حراسة مشدّدة وكذلك غض الطرف عن ممارساتهم الاستفزازية بحق المصلين والمعتكفين.

إسرائيل ومنذ قيامها على الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وضعت نصب عينها السيطرة على القدس وتهويدها، وقد عملت انطلاقًا من منطق القوة على تسريع التهويد وطمس المعالم الإسلامية والمسيحية في المدينة وعموم فلسطين التاريخية، وما الحفريات الخبيثة تحت المسجد الأقصى المبارك وسرقة حائط البراق إلا إجراءات لفرض الهيكل المزعوم واقعًا مكان المسجد الأقصى المبارك، فحكومة الاحتلال تولي الجماعات الإسرائيلية المتطرّفة المُطالبة ببناء الهيكل أولوية خاصة من حيث التمويل والغطاء القانوني.

ليلة القدر لها قدسية خاصة لدى المسلمين، كيف لا وهي الليلة التي أُنزل فيها القرآن ليكون هدى للناس، ومنع إسرائيل الفلسطينيين من إحياء هذه الليلة المباركة بالصلاة في المسجد الأقصى لا يمكن قبوله ولا تبريره، فهذا الحق لا يقل أهمية عن حق الفلسطيني والعربي في الوجود، وهو حق لا يمكن المساومة عليه، وعلى إسرائيل التوقف فورًا عن هذه الممارسات البشعة إذا كانت جادة في تحقيق السلام العادل والشامل، فعليها أن تسوق نفسها كدولة راغبة بالسلام من خلال احترام حقوق الفلسطينيين وبالأخص الحقوق الدينية.
 

Email