علاقات أخوية متجذرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاءت الزيارة الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للمملكة العربية السعودية يوم أمس والتي تُعتبر الأولى منذ توليه مقاليد الحكم في قطر وفي هذا التوقيت بالذات وفي العشر الأواخر من رمضان لتؤكد أهمية العلاقات التاريخية المتينة بين قطر والسعودية ولتعمق أواصر الأخوة بين القيادتين والشعبين الشقيقين لأنها ضاربة في عمق التاريخ.


فبعد أن أدى الأمير المفدى مناسك العمرة، بحث سموه مع خادم الحرمين الشريفين العلاقات الأخوية وطرق تطويرها، وبالتأكيد فإن القضايا العربية والإسلامية كانت حاضرة على جدول اللقاء لأن العلاقات بين الدولتين تنطلق من أساسها التاريخي القائم على البعدين العربي والإسلامي، فما يشهده العالمان العربي والإسلامي من تطورات وأحداث تحتم على القيادتين الحكيمتين عدم إغفالها نظرًا لحجم ومسؤولية كلا البلدين الشقيقين بالاهتمام بقضايا العرب والمسلمين.
والمؤكد أن هذه المباحثات تنطلق من رواسخ بين البلدين، فسمو الأمير المفدى يمتلك القدرة على تدعيم العلاقات المتينة والمتجذرة مع المملكة العربية السعودية، فسموه يرأس الجانب القطري لمجلس التنسيق القطري السعودي المشترك والذي عقد عدة اجتماعات مثمرة انعكست إيجابًا على مصالح الدولتين وشعبيهما وأثمرت عن توقيع عدة اتفاقيات مهمة ووثائق تصديق في عدة مجالات، ما أدى إلى تطوير ودفع تلك العلاقات قدمًا.


زيارة سمو الأمير للمملكة العربية السعودية تكتسب أهمية خاصة لأنها تأتي في ظروف إقليمية ودولية بالغة الدقة تستلزم التشاور والتنسيق والتعاون بين البلدين لخدمة مصالحهما المشتركة، فما تواجهه المنطقة والعالم من تحديات تحتم على البلدين ضرورة العمل المشترك في مختلف المجالات وتعميق نهج التشاور والتنسيق بهدف الوصول لرؤية مشتركة حيال التعامل مع هذه التحديات وبما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين ويعود بالنفع على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى الأمتين العربية والإسلامية.


العلاقات القطرية السعودية أصبحت نموذجًا يحتذى بها في المنطقة وقد تجسدت في إنشاء مجلس التنسيق العربي القطري السعودي والتي كان لها انعكاسات إيجابية كبيرة لصالح البلدين. فتلك العلاقات تنطلق من وحدة الأهداف والمصير المشترك ولا شك أن سمو الأمير المفدى بزيارته الكريمة للمملكة العربية السعودية أراد التأكيد على أن تلك العلاقات المتجذرة تشكل بعدًا استراتيجيًا مهمًا لا يمكن المساومة فيه أو التفريط به، فالوقوف صفًا واحدًا متماسكًا في وجه التحديات يجنب البلدين الشقيقين وشعبيهما كل النتائج السلبية التي قد تنتج عنها وخاصة أن الدولتين تعيشان في محيط عربي وإسلامي مُضطرب يهز أركان الدول والأنظمة، ولكن ولله الحمد استطاعت القيادتان الحكيمتان إبقاء الدولتين بمنأى عن تلك الاضطرابات وجعلت منهما واحتي أمن وسلام وأنموذجًا يحتذى به عالميًا في الاستقرار والتنمية والازدهار واحترام الإنسان.
 

Email