عوائق أمام نجاح مفاوضات السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال الجهود الأميركية متركزة على إقناع الفلسطينيين والإسرائيليين بالعودة إلى طاولة المفاوضات، أملا في الوصول إلى اتفاقية سلام بين الطرفين تكون فاتحة لمشروع سلام أكبر يشمل دولا أخرى في الشرق الأوسط، لكن هناك الكثير من التشاؤم الذي يلف مصير هذه المحادثات حتى لو عقدت في أواخر هذا الشهر، بحسب اقتراح جون كيري، بسبب الظروف التي تحيط بها والعقبات التي تقف أمام نجاحها.


السبب الأهم لاحتمال فشل هذه المباحثات هو طبيعة التحالف الذي يشكل الحكومة الإسرائيلية الحالية، والذي يضم أحزابا يمينية متطرفة بقيادة حزب الليكود المعروف بتأييده للمستوطنين الإسرائيليين ورفض حتى تجميد بناء أو توسيع المستوطنات. الحزب الثاني في ائتلاف نتنياهو هو حزب البيت اليهودي الذي يقوده نفتالي بينيت، وهو يعتمد بشكل أساسي على المستوطنين، وقد قاد هذا الحزب مؤخرا حملة للمطالبة بضم غالبية أراضي الضفة الغربية المحتلة. كما يضم الائتلاف حزب "هناك مستقبل"، ورغم أن هذا الحزب يعد من أحزاب الوسط إلا أنه يرفض مبدأ تقاسم القدس مع الفلسطينيين.


من ناحية ثانية، حتى لو توصلت هذه المحادثات إلى اتفاق بين الطرفين، فإن بنيامين نتنياهو وضع عقبة هامة أمام تطبيقه. فقد تعهد بعرض أي اتفاق مع الفلسطينيين على الاستفتاء العام في إسرائيل قبل المصادقة عليه. نتنياهو يعرف جيدا أن استطلاعات الرأي التي جرت في إسرائيل خلال السنوات الماضية أظهرت أن غالبية الإسرائيليين، رغم أنهم يريدون التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، إلا أنهم يرفضون أي تنازلات، وخاصة تلك المتعلقة بتقاسم القدس أو التخلي عن مستوطنات، لذلك فإن هذا التعهد يعتبر حكما بالإعدام على أي اتفاقية سلام قبل ولادتها.


أما الجانب الفلسطيني فإنه يعاني أيضا من الانقسام، حيث السلطة الفلسطينية المعنية بعملية السلام لا تملك أي نفوذ على قطاع غزة الذي تسيطر عليه "حماس"، وبالتالي فإن رفض حماس لهذه المحادثات يضعف موقف الرئيس عباس حتى قبل بدئها. وما لم تتمكن القيادات الفلسطينية المختلفة من التوصل إلى أرضية مشتركة تعطي تفويضا كاملا للوفد الفلسطيني المفاوض، فإن الجانب الإسرائيلي لن يكون لديه حافز كبير للتوصل إلى اتفاق مع طرف يمثل جزءا من الفلسطينيين، فيما يرفضه جزء آخر.


من المبكر الحكم على نتائج المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية إذا عقدت بالفعل، لكن هناك الكثير من العقبات التي تفرض جوا من التشاؤم على إمكانات نجاحها.
 

Email