أسئلة مشروعة حول أوضاع سورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتواصل القتال في عدة أنحاء من سورية، إن لم يكن في كل أنحائها. في حلب، ومنذ 20 يوما منعت سلطات النظام إدخال إمدادات طبية ومساعدات أخرى لمدينة حمص القديمة، حسب تصريح الصليب الأحمر أمس، ويبدو أن قوات المعارضة عازمة على تحرير حمص من قوات بشار وحلفائه.

وهناك في الحسكة شمال شرق سورية؛ وفي ثامن أيام المواجهة بين المقاتلين الأكراد والجهاديين الإسلاميين قتل حوالي 17 شخصا من الجانبين. سبق للقوات الكردية أن طردت هذه الجماعات - وهي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة - من مدين راس العين الحدودية مع تركيا. ولكي نفهم شيئا مما يحدث في المشهد السوري ينبغي علينا أن نستوعب هذا الحدث البسيط على هامش الصراع في شمال سورية فقط، لنعلم حجم التعقيد داخل الملف السوري.

لقد انضم مقاتلون من لواء جبهة الأكراد التابع للجيش السوري الحر إلى وحدات حماية الشعب المرتبطة بحزب الاتحاد الوطني، وانضم مقاتلون من كتائب أخرى في الجيش الحر إلى المقاتلين الإسلاميين. أي أن من كان بالأمس مع الجيش الحر أصبح اليوم مع كتيبة إسلامية أخرى لمواجهة الأكراد، والعكس صحيح. يمسي المقاتل مع فريق ويصبح مع آخر.

بالتأكيد أن هذا التشتت ساعد نظام بشار وحلفاءه على التمدد وتحقيق المكاسب على الأرض، لن ننسى بالطبع السلاح الروسي والإمدادات الإيرانية بالمال والسلاح والجنود، ودخول حزب الله على الخط في معركة وجودية تحدد مصيره، لكن الأكيد أنه كلما ازداد هذا النظام عنفا وشراسة اقترب أجله، فقد خسر السوريون كل شيء بسبب بشار وجنده وشبيحته وحلفائه، ولم يعد لديهم ما يخسرونه، لم يعد سوى إسقاط النظام، وهذا ما عزم عليه أحرار هذا الشعب، لكن سؤالا مشروعا ومنطقيا ينبغي طرحه من الآن: سيسقط نظام الأسد حتما، وإن كان السقوط مدويا، لكن البدائل غير جاهزة، أو لنقل إن هناك عددا من الكتائب والجماعات الجهادية التي أسهمت في القتال ضد قوات النظام، وهناك أيضا تواجد كردي واضح في الشمال يدعو إلى الحكم الذاتي، فما الذي سيحدث بعد سقوط النظام السوري كليا؟ ينبغي التفكير في هذا السؤال جيدا.
 

Email