الاستفتاء والعودة الى الشعب ضرورة وطنية دائما !!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار القرار الفلسطيني بالعودة الى المفاوضات ردود فعل واسعة ومتباينة بين رافض بشدة او مؤيد او منتظر للنتائج، إلا ان اغلبية الرأي العام، في تقديرنا، كانت ضد هذا التحرك بسبب المواقف الاسرائيلية الرسمية والمعلنة والتي تتعارض مع كل متطلبات السلام المنشود ترفض تجميد الاستيطان او التفاوض بمرجعية ٤ حزيران ١٩٦٧ ووقف تهويد القدس وموضوع عودة اللاجئين وما الى ذلك من مواقف يكررونها باستمرار ويعملون على تنفيذها.

ويرى كثيرون ان التفاوض وسط هذه الظروف فيه "قبول نظري" بالمواقف الاسرائيلية وتراجع عن الموقف الفلسطيني المعلن لاستئناف المفاوضات وفي المقدمة تجميد الاستيطان، وقد جاء ذلك، كما يبدو، بسبب الضغوط السياسية الاميركية بصورة خاصة والغربية عموما والوعود بالدعم الاقتصادي الواسع، ومع هذا فان الرأي العام ظل بصورة كبيرة، في حالة شكوك وعدم رضا، ولذلك فقد جاء الرئيس ابو مازن في محاولة ناجحة لتهدئة الرأي العام حين اكد ان اي اتفاق يتم التوصل اليه سوف يعرض على استفتاء شعبي لقبوله او رفضه.

ان العودة الى الشعب لسماع رأيه والعمل بقراره، هي ضرورة وطنية واجبة لدى كل شعوب العالم التي تؤمن بالديمقراطية، وفي اسرائيل نفسها، ورغم كل الغطرسة والتمسك بالمواقف المتطرفة، فان رئيس الوزراء نتانياهو لا يتوقف عن ترديد القول ان اي اتفاق سيعرض لاستفتاء شعبي.

نحن لا نعتقد انه سيتم التوصل الى اتفاق في هذه المرحلة من المفاوضات على ضوء المواقف الاسرائيلية وتجربة التفاوض نحو عشرين عاما ادت بنا الى ما نحن عليه اليوم من اوضاع، ومن الضروري والهام جدا ان يتم تحديد فترة زمنية محددة للتفاوض، نحو ستة اشهر مثلا، واذا لم يحصل خلالها اي تقدم فلابد من وقفها وتحميل المعوق كل المسؤولية الدولية، لان اسرائيل تتبع سياسة استغلال التفاوض والحديث عن السلام للتغطية على (اهدافها) التوسعية ولتنفيذ المخططات المدمرة للسلام، ويجب علينا الا نعطيها اية فرصة لتحقيق ذلك بعد ان دفعنا ثمنا غاليا نتيجة هذه الممارسات.

وفي هذا السياق ايضا، فان الرئيس ابو مازن مدعو لمزيد من التشاور مع القوى الوطنية والاسلامية الاخرى، كما انه مدعو لتقديم المزيد من التفاصيل والحيثيات والملابسات التي تحيط بهذه الخطوة ومخاطبة الناس مفصلا ومباشرة ووضعهم بالصورة الكاملة لما جرى وما هو متوقع وما هي الخطوات الممكنة فلسطينيا وعربيا ودوليا، لان الغموض هو سيد الموقف والتقديرات الخاطئة او الشخصية هي التي تملأ الاجواء.
 

Email