أي وضع نهائي؟!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

على خلاف ما كان متوقعاً وفي اللحظات الأخيرة تم الاتفاق على استئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية ابتداء من الاسبوع القادم في واشنطن. ولم يقل احد ما هي الشروط او الظروف التي أدت الى ذلك سوى الاعلانات غير الرسمية وغير المكتوبة التي تتحدث عن ضمانات أميركية بأن حدود ١٩٦٧ هي حدود الدولة الفلسطينية وان هناك احتمالاً بأن تفرج اسرائيل عن عشرات الأسرى قبل عام ١٩٩٣.

لقد أكد شعبنا منذ اتفاقات اوسلو وتعديل الميثاق الوطني والاعتراف المتبادل بين اسرائيل ومنظمة التحرير والاتفاقات الأخرى السلمية، أنه راغب في تحقيق السلام ويتطلع الى الأمن والاستقرار بالمنطقة بما فيه خير الانسان على مختلف الأديان والتوجهات السياسية وقدم التضحية الكبرى حين اكتفى بحدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ لإقامة الدولة وليس على كامل التراب الفلسطيني التاريخي، وبتبادل مناسب ومتناسق للأراضي.

فما الذي حدث منذ اتفاق اوسلو عام ٩٣ حتى اليوم سوى مضاعفة أعداد المستوطنين أربع مرات بحيث صاروا اليوم أكثر من ٦٠٠ ألف وكانوا نحو ١٥٠ الفاً فقط، وكذلك ازدادت عمليات تهويد القدس وتغيير طابعها الجغرافي ومحاولة تزوير تاريخها وتهجير أبنائها بالجدار وعمليات الهدم، وبالحفريات تحت الحرم القدسي والمخططات لتقسيم الزمان والمكان فيه.

مقابل كل هذه التضحيات الجسيمة الفلسطينية نجد اسرائيل تؤكد بوضوح وصراحة ان لا عودة لحدود ٤ حزيران ١٩٦٧ ولا تراجع عن توحيد القدس باعتبارها عاصمة لاسرائيل ولا وقف للاستيطان وضرورة بقاء الأغوار تحت سيطرتها الأمنية بالاضافة الى منطقة اللطرون والقرى المدمرة فيها.

هذا الواقع الصادم يجعل أي حديث أميركي او غير أميركي بأن حدود ١٩٦٧ هي حدود الدولة الفلسطينية المقترحة مجرد خداع او أوهام لا قيمة حقيقية لها ولا امكانية لتنفيذها بسبب الممارسات والمخططات الاسرائيلية الواضحة قولاً وفعلاً ووقوف الولايات المتحدة موقف الوسيط المراقب او المتفرج وليس المؤثر او الضاغط، لجعل إمكانية تحقيق الحدود النهائية امراً ممكناً.

ان للسلام ثمناً كبيراً وقد دفعنا وما نزال ندفعه، ولا خيار اليوم سوى إجبار الجانب الاسرائيلي بوقف أطماعه وغطرسة التوسع والسيطرة التي تملأ عقل وفكر قادته، حتى لا تسير المنطقة باتجاه مزيد من التطرف والكراهية ونحو هاوية الانفجار.
 

Email