إسرائيل" ليست جاهزة للسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمثل موقف الفصائل الفلسطينية الرافض لاستئناف المفاوضات مع "إسرائيل" في ظل تواصل عملية الاستيطان وتهويد الأراضي الفلسطينية والرفض الإسرائيلي لوجود مرجعية للمفاوضات والانسحاب إلى حدود عام 1967 الحد الأدنى المتوافق عليه فلسطينياً لاستئناف عملية السلام المتوقفة منذ سنوات طويلة.

رسمياً لم يتم الكشف عن مضمون مبادرة وزير الخارجية الأمريكي لاستئناف المفاوضات، إلا أن ما تسرب عنها لوسائل الإعلام يوضح أن كيري" لم يقدم ضمانات بوقف الاستيطان ولم يقدم مرجعية واضحة للمفاوضات على حدود عام 1967". وهو ما يرجح فشله مرة أخرى في إطلاق قطار المفاوضات المتوقف نتيجة التعنت والمماطلة الإسرائيلية ونتيجة أيضا لعدم الحزم الأمريكي تجاه الحليف الإسرائيلي الذي يضع العراقيل والعقبات أمام كيري في كل جولة من جولاته في المنطقة من خلال استقباله في كل مرة بالإعلان عن مشاريع استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

ليس سراً أن القيادة الفلسطينية تتعرض لضغوط كبيرة من الإدارة الأمريكية والأوروبية للعودة إلى المفاوضات ولكنها تدرك أنه لا يمكن تكرار خطأ اتفاق أوسلو واستئناف المفاوضات في ظل مواصلة الاستيطان لأنها في نهاية المطاف لن تجد ما تفاوض عليه أصلاً في ظل تواصل عملية الاستيطان والتهويد وفي ظل رفض "إسرائيلي" للاعتراف بحدود عام 1967 كمرجعية للتفاوض.

إن استئناف المفاوضات في ظل الاستيطان يعني إعطاء غطاء فلسطيني لمزيد من التوسع الاستيطاني ونهب الأرض الفلسطينية بل وتوفير غطاء شرعي لإسرائيل لمواصلة استيطانها كما أن الرفض الإسرائيلي لوقف أو على الأقل لتجميد الاستيطان ورفض مبدأ حل الدولتين كأساس للمفاوضات على أساس حدود عام 1967 يؤكد بما لا يحمل الشك أن حكومة نتنياهو لا تريد السلام ولا تسعى إلى تحقيقه.

إن تذرع حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوجود معارضة "إسرائيلية" للعودة إلى طاولة المفاوضات على أساس الاعتراف بحدود عام 1967 وتجميد الاستيطان يعد حجة واهية لا يمكن أن تقنع أحداً في الإدارة الأمريكية التي تمارس ضغوطها على الطرف الفلسطيني وحده فثمة معارضة فلسطينية قوية أيضا ضد العودة إلى طاولة المفاوضات حتى على هذا الحد الأدنى الذي توافقت عليه فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.

من الواضح أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي مدد زيارته إلى المنطقة بانتظار رد فلسطيني نهائي على مقترحاته ومبادرته سيعود بخفي حنين مرة أخرى فالطرف الإسرائيلي ليس جاهزاً بعد للسلام.
 

Email