السوريون‏..‏ بؤس الداخل والخارج

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعيش السوريون في الداخل وفي الخارج مأساة حقيقية‏,‏ في الوقت الذي وصل فيه الخلاف بين فصائل المعارضة السورية إلي حد الاقتتال‏,‏ وتبادل الاغتيالات والتصفيات الجسدية حتي قبل أن تنجح الثورة‏!‏

فالشعب السوري في الداخل يتعرض لعمليات قتل يومية وسط أزمة طاحنة في الغذاء والماء والكهرباء علي يد نظام استبدادي ودموي لا يعرف الرحمة, حتي إن المساجد التاريخية لم تفلت من قصف مدافع وطائرات نظام بشار الأسد.

وفي الخارج يعيش اللاجئون السوريون حياة بائسة في العديد من الدول, تطاردهم الشائعات الرخيصة التي تهدر كرامتهم وتدمر إنسانيتهم, وتضيف إلي معاناتهم في الوقت الذي هم فيه في أشد الحاجة إلي كلمات التشجيع والحث علي الصمود حتي النصر.

أما المعارضة التي تحارب نظام الأسد, فقد باتت أكثر تفتتا وتشرذما, وبدلا من أن توحد المعارضة صفوفها وتركز علي هدفها الأسمي وهو إسقاط نظام الطاغية الحاكم في دمشق, فإنها أخذت تتبادل الاتهامات ووصل الأمر إلي حد الاقتتال وتبادل الاغتيالات.. وهو وضع يثير شكوكا قوية بشأن احتمالات نجاح الثورة السورية ضد نظام الأسد.

فقد تحدثت التقارير الإعلامية اخيرا عن اشتباكات مسلحة, بين أنصار تنظيم القاعدة في سوريا من جبهة النصر وإخواتها من التيارات الإسلامية الجهادية, وقوات الجيش السوري الحر ومحاولة الميليشيات الجهادية اغتيال قائد الجيش الحر اللواء سليم إدريس, الذي يتمتع باحترام ومصداقية سواء علي المستوي العربي أو الدولي.

وهكذا أصبح المشهد السوري أكثر خطورة من ذي قبل, حيث أصبح يتعين علي جيش سوريا الحر أن يحارب, ليس فقط نظام قوات بشار الأسد, وإنما عليه أيضا أن يحارب مقاتلي إيران وحزب الله والميليشيات الشيعية العراقية التي انتشرت في سوريا, فضلا عن مقاتلي تنظيم القاعدة, وقد دفع هذا الوضع الدول العربية والخليجية علي وجه الخصوص, والدول الغربية إلي تأجيل تسليح المعارضة السورية وتزويدها بالسلاح, ممما جعل قوات الأسد تستعيد بعضا من خسائرها وتحرز بعض المكاسب في العديد من المناطق أخيرا.
 

Email