مشروع برافر والحديث عن السلام!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أقرت إسرائيل، وكما هو متوقع، مخطط برافر/بيغن الاقتلاعي الذي يسعى لهدم عشرات القرى في "النقب"، وترحيل أكثر من 50 ألفا من سكانه.. مشروع احتلال صهيوني لطرد السكان الأصليين ومصادرة أكثر من 850 ألف دونم من أراضيهم، واقتلاع 36 قرية لا يعترف بها الكيان المحتل ولم يدخلها في التخطيط لمنطقة بئر السبع. هناك أكثر من 100 ألف عربي تسعى إسرائيل الآن إلى تجميعهم في مساحة لا تزيد عن 1% فقط من مساحة "النقب".

هذا المخطط العنصري يهدف إلى توطين 300 ألف إسرائيلي في 11 مستوطنة بـ"النقب"، بالإضافة إلى نقل مقرات الجيش الإسرائيلي هناك، وكذلك إقامة مزارع فردية للعائلات اليهودية تخصص حوالي 5 آلاف دونم لكل عائلة ترغب بالمشاركة في تنفيذ هذا المخطط الاستعماري، الذي رصدت له دولة الاحتلال 6 مليارات دولار ويتوقع الانتهاء منه في 2018.

سيصبح "النقب" نكبة أخرى تتعرض لها فلسطين، بل يتعرض لها العرب، فإسرائيل تواصل عمليات التطهير العرقي والتشويه الديموجرافي ضد الفلسطينيين. سياسة الأمر الواقع هي كل ما تؤمن به هذه الدولة المحتلة.

نسمع كثيرا عن وجود أجنحة إسرائيلية متطرفة، وفي ظننا أن معظم الأحزاب والتيارات داخل إسرائيل متطرفة، لكن الأوصاف تأتي للتفريق في نسبة التعصب فقط. كل هذه الأحزاب والمنظمات ترفض القبول بمبدأ التعايش والسلم المجتمعي مع الفلسطينيين، جميعها تريد مواصلة التهويد ومصادرة الأراضي العربية.

من شأن هذه الخطوة أن تصعد المواجهات بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال، فقد خرجت المظاهرات والاحتجاجات يوم الغضب أمس في عدد من المدن الفلسطينية اعتراضا على خطة برافر، لكن يبدو أن الإسرائيليين عازمون على ما يسمونه مشروع تطوير النقب. مخطط الطرد والمصادرة والتهويد العنصري التطهيري الذي تنتهجه حكومة نتنياهو؛ سينتج عنه في حال استمراره ضغط سكاني للعرب المهجرين ليعيشوا مستقبلا في كانتونات هامشية على أطراف الدولة العبرية.

إسرائيل العنصرية لن تتوقف عن مواصلة الاستيطان، فالظروف الإقليمية تساعدها الآن، وبالطبع يحدث ذلك تزامنا مع زيارة جون كيري للأردن ومقابلة محمود عباس من أجل إحياء عملية السلام!!
 

Email