"إسرائيل" تستقبل كيري بالمستوطنات

ت + ت - الحجم الطبيعي

استبقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في المنطقة لإعادة إحياء عملية السلام بالإعلان عن "موجة غير مسبوقة من مشاريع الاستيطان".

حسب "منظمة السلام الآن الإسرائيلية" فإن لجنة في "الإدارة العسكرية الإسرائيلية" ستجتمع اليوم لمناقشة مشاريع لبناء ألف وحدة سكنية في مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة. وأنها ستقوم أيضًا باستدراج عروض لإقامة "339" وحدة سكنية في خمس مستوطنات بينها اثنتان في وادي الأردن. والمصادقة على مشروع لبناء 732 وحدة في مستوطنة مودعين عيليت"، وهي المرحلة الأخيرة قبل بدء أعمال البناء.!

لا يحتاج المرء للتفكير مليًّا بالرسالة التي تحملها حكومة الاحتلال لوزير الخارجية الأمريكي والتي توضح أن آخر هموم حكومة الاحتلال الإسرائيلي العودة إلى طاولة المفاوضات وإعادة إحياء عملية السلام وأنها ماضية في سياسة فرض الأمر الواقع وتهويد الأراضي الفلسطينية.

وزير الخارجية الأمريكي الذي سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووفدًا من وزراء الخارجية العرب في العاصمة الأردنية عمان لإطلاعهم على نتائج مشاوراته لإطلاق عملية السلام قبل لقائه مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي مطالب بعد هذه الرسالة الإسرائيلية الواضحة باتخاذ موقف من قضية المستوطنات لا يقلّ عن موقف الاتحاد الأوروبي الذي أعلن أن كل الاتفاقات بين "إسرائيل" والاتحاد الأوروبي يجب أن تشير من دون التباس وعلنًا إلى أنها لا تشمل الأراضي التي احتلتها إسرائيل العام "1967" وأن ذلك يشمل كل القروض والأدوات المالية التي يُموّلها الاتحاد الأوروبي اعتبارًا من 2014. وهو القرار الذي أغضب حكومة الاحتلال الإسرائيلي وبدأت تحركًا سريعًا لإجهاضه.

إن إعلان الإدارة الأمريكية أن المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية وأنها تعوق استئناف عملية المفاوضات وأن على "إسرائيل" وقف عمليات الاستيطان لإطلاق عملية السلام سيشكل صفعة حقيقية لحكومة نتنياهو التي لا تريد السلام أصلاً وسيضعها في الزاوية وسيُثبت حياد الوسيط الأمريكي في عملية السلام.

إن استمرار حكومة الاحتلال في بناء المستوطنات وتهويد الأراضي الفلسطينية ورفضها الإفراج عن الأسرى والمعتقلين في سجونها يؤكد أنها لا تُريد السلام وأنها تشتري الوقت من أجل فرض رؤيتها وخطتها الرامية إلى فرض وقائع جديدة على الأرض وهو ما يعني عربيًّا وفلسطينيًّا ضياع البقية الباقية من فلسطين التاريخيّة.
 

Email