متمسكون بحقوقنا ضد مخططاتهم من الاقصى المبارك الى النقب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تعد الاهداف التهجيرية والتوسعية الاسرائيلية خافية على أحد، وهم لم يعودوا يحاولون اخفاءها أو تغطيتها بذرائع ومسميات مختلفة، ابتداءً من الحرم القدسي الشريف وانتهاء بالنقب.

لقد احتفلوا بما يسمونه ذكرى خراب الهيكل بالدعوات المتكررة لإقامة الهيكل مكان الاقصى المبارك وتقدموا خطوة أخرى بإقامة الخيام في مقبرة مأمن الله تمهيدا الى نقلها الى ساحات الحرم، وتواصلت الاقتحامات بأعداد متزايدة وبمشاركة وزراء وحاخامات ورسميين آخرين وبحراسة مشددة من الشرطة.

وفي النقب مرروًا بالقراءة الاولى مشروع القرار المعروف «بقرار برافر» وبموجبه سوف تستولي اسرائيل على اكثر من (٨٥٠) الف دونم من اراضي النقب وسيتم تهجير نحو ٤٠ الف بدوي واقتلاع حوالي ٤٠ قرية غير معترف بها حسب القوانين الاسرائيلية.

في الحرم القدسي الشريف تصدى المواطنون بإمكاناتهم وحسب ظروفهم الصعبة، الى كل من حاول اقتحام المسجد الاقصى وواجهوا هؤلاء ومن ورائهم رجال الشرطة والمخابرات بالهتاف ومحاولات منعهم من الدخول.

وفي داخل الخط الاخضر تظاهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين ضد مشروع برافر التهجيري ابتداءً من النقب وبئر السبع وصولاً الى حيفا وكل قرى ومدن الداخل الفلسطيني.

وفي كل الأحوال فإن شعبنا الفلسطيني يؤكد دائماً تمسكه بحقوقه وأرضه ومقدساته ويعلن بالقول والفعل استعداده للدفاع عن ذلك وتقديم التضحيات المطلوبة، وليس أدل على ذلك من هذه الهبة في الداخل ومن المواجهات داخل الحرم.

إلا ان من المؤسف والمخجل ان نرى كل هذا الصمت العربي الرسمي تجاه كل ذلك وانشغال المسؤولين بالقضايا الداخلية العربية وادخال الشعوب في متاهة الانقسامات والحروب الأهلية والتفجيرات كما يحدث في مصر وسوريا والعراف وغيرها من الدول العربية.

لقد حذرنا، كما حذر غيرنا مراراً وتكراراً من المخاطر الجدية والحقيقية التي تواجه المسجد الاقصى وهي مخاطر تزداد وضوحاً واتساعاً وتسير باتجاه خطوات عملية لتقسيم الحرم القدسي زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود، ذلك لأن اسرائيل تملك قوة كبيرة ولا تجد من يقف في طريقها سوى شعبنا الصابر الصامد المكافح بكل امكاناته للدفاع عن ارضه ومقدساته.. إلا ان اسرائيل تصاب بالعمى الاستراتيجي بسبب هذه القوة ولا تعود تدرك أو ترى ان استمرار الغطرسة وسياسة التوسع والاستيطان والتهجير ستؤدي حتماً وبالضرورة الى استمرار دوامة العنف والكراهية وحالة العداء وابتعاد كل احتمالات السلام والاستقرار وستكون هي الخاسرة في النهاية بالتأكيد.
 

Email