سورية.. أصوات الرصاص وقت الأذان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يزداد القتال ضراوة في سورية. حي القابون الواقع شمال شرق دمشق شهد معركة عنيفة بين نظام الأسد والمعارضة التي فقدت حوالي 15 مقاتلا، بالإضافة إلى 3 مدنيين، لتبدأ حركة نزوح الأهالي في الأحياء المجاورة. النظام السوري يزداد توحشا وعنفا، والقصف في هذا الشهر لم يتوقف في عدة مدن سورية.

في إدلب وقعت مجزرة رهيبة، هذا النظام يواصل القصف الجوي بالصواريخ، والذي راح ضحيته 29 مدنيا، بينهم 8 نساء و6 أطفال. وفي خطوة لا يمكن لأي مجرم أن يفعلها سوى بشار وأعوانه قتل النظام في جبل الزاوية عشرات المدنيين قبيل موعد الإفطار. المجازر التي يرتكبها النظام في حمص بالجملة، العديد من الأطفال والمدنيين العزل استخدموا كدروع بشرية في هذا الصراع الدموي الشرس. النظام لا يتوقف عن القصف العشوائي مستخدما راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، لأنه يعي أن هذا التخاذل الدولي يمكنه من القضاء على ثورة السوريين، والانتصار لحلفائه، ويضمن إطالة أمده، فدعم الولايات المتحدة للمعارضة السورية بالأسلحة كان كلاما في الهواء، والنظام السوري يعي أنه مجرد فرقعة، وأن الدعم الأميركي مجرد حبر على ورق، كما صرحت بذلك "النيويورك تايمز".

سورية الآن تمر بأوضاع إنسانية بالغة الصعوبة، هناك نقص في المواد الغذائية في الأحياء المحاصرة، وفي مخيمات النازحين بالطبع. المملكة وحدها تقوم بواجبها الإنساني تجاه الأشقاء السوريين، لتبدأ المرحلة الثانية من مراحل توزيع السلال الرمضانية للأسر السورية في مخيم الزعتري بالتعاون مع منظمتي "الغذاء العالمي" و"إنقاذ الطفل"، والعمل الآن يجري على ترتيب جداول لمساعدة الأسر القاطنة خارج "الزعتري".

أما سياسيا فإن مأساة سورية لن تنتهي قريبا، آمن الناس بذلك، والولايات المتحدة والمجتمع الدولي ساعدوا جميعا في فرض ذلك الإيمان، غير أن تداعيات هذه الأزمة لن تنحصر في الشام، بل ستتعداه إلى الإقليم بأكمله، وهو ما يقوض الأمن العالمي، هذا ما يجب الإيمان به أيضا.
 

Email