توليد الأفكار لتنمية القطاع السياحي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان عام 2012 استثنائيًا بالنسبة للسلطنة ففيه استضافت مسقط مناسبة مهمة كونها حملت لافتة (عاصمة السياحة العربية)، ورغم أن الحدث اقتصر على مسقط اسميًا إلا أنه من ناحية عملية توزع على ربوع البلاد المختلفة، وقد انعكس ذلك على نمو معدلات السياحة العام الماضي بنسبة 18 بالمائة بحسب بيانات رسمية، وهو تطور واضح، يمكن أن يساهم استلهام محفزاته في دفع الأفق السياحي.

ونعني بشكل مباشر عدم انتظار مناسبات بعينها كي يكون الاشتغال على تطوير العملية السياحية في السلطنة ودفعها للأمام، بل يجب أن يكون هذا الموضوع الشغل الشاغل الذي يتم العمل عليه على مدار العام، وسوف ننتظر إذن الاستراتيجية السياحية المرتقبة التي تعمل عليها وزارة السياحة والجهات المختصة لنرى كيف ستكون الخطط والبرامج التي تساعد في الوصول لهذا الهدف. وعندما نتكلم عن (الرؤية) فإننا نعني أن تصبح البرامج تطبيقات ماثلة على أرض الواقع وليس مجرد أحبار على الأوراق.

وفي هذا الإطار تأتي أهمية النظر إلى محافظة ظفار لا سيما في موسم الخريف الذي يعتبر مناسبة جديرة بالانتباه.. حيث إن التطوير في هذا الجانب سوف يخدم مجمل التنمية السياحية في السلطنة، لا سيما أن هناك نقلات ملموسة في هذا المجال أعلنت عنها المحافظة مؤخرا، في المضي باتجاه ترقية الخدمات ودعم البنيات الأساسية ومحاولة إنتاج المزيد من العناصر الجاذبة للمضامين السياحية الحقيقية التي تستقطب الزوار والسياح، وهي أفكار متنوعة تركز على النقاط الإيجابية في عناصر الطبيعية الخلابة والمناخ المميز وغيرها من الأسباب التي تدفع السائح إلى زيارة محافظة ظفار.

غير أن الحديث الآن ليس على فصل أو موسم الخريف وإنما على فصول السنة كلها، بحيث تصبح صلالة أو ظفار عموما واحة من واحات السياحة وهي تمتلك الإمكانيات لذلك فعليا.. وثمة حراك حقيقي في البنية التحضيرية لتأهيل الوجهة السياحية وكذلك في الطيران وسائر النواحي الخدمية، وهو عمل يحتاج منا إلى المزيد من الجهود والدعم بهدف الترقية للوصول إلى آفاق جديدة.

كذلك سواء تعلق الأمر بظفار أو عموم السلطنة فإنه ينبغي المضي فيما سبق أن أكدت عليه وزارة السياحة من تنويع مصادر الدخل السياحي بإعادة تعريف العملية نفسها، بتوسيع أفق القطاع ليشمل السياحة الاجتماعية والثقافية والتراثية بحيث نواكب ما يدور في العالم من أفكار وابتكارات في هذا الموضوع، كما أن علينا أن نشتغل أيضًا على توليد أفكارنا الخاصة من خلال مستحضرات التاريخ والبيئة عندنا، ويمكن إقامة ندوات مختصة في هذا الجانب تعنى بتوليد الأفكار الأكثر حداثة في التنمية السياحية وفق تعريفات جديدة ومبتكرة.

فعمان وبحمد الله فيها من الموارد والمقومات التي لن تكتمل كقاعدة سياحية حقيقية ما لم نعد التفكير فيها وفق معطيات عصرية وعقلية متوثبة تعرف التوظيف القائم على المعرفة والإضافات المبدعة. وإذا كانت لدينا القاعدة فعلينا إذن الانطلاق دون توقف وعلينا أن نفهم في البداية ما عندنا بالضبط وما المطلوب أن ننجزه وفق برنامج محدد يتكامل مع الاستراتيجيات العامة للخطط والبرامج الاقتصادية والتنموية في البلاد بما يعود بالنفع والخير.
 

Email