تغيير ديمغرافي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حملات التطهير الطائفي التي يقوم بها النظام السوري في مدينة حمص حاليًا وسبق أن قام بها في وقت سابق في ريف محافظة حلب وعدد من المدن والبلدات السورية الأخرى اتخذت طابعًا مختلفًا في مدينة السويداء السورية، حيث كشفت مصادر سورية معارضة أن رئيس النظام السوري بدأ حملة تشويه ديمغرافية في محافظة السويداء ذات الغالبية من طائفة "الموحدين الدروز"، حيث فتح الباب مؤخرًا لمنح الجنسية السورية لنحو 40 ألف شخص معظمهم من التابعين لحزب الله في لبنان وحزب الله في العراق الذين يقاتلون إلى جانب قوات النظام إضافة إلى مدنيين من نفس الطائفة.


المصادر السورية أكدت أن منح الجنسية السورية لهذه الفئات الذي بدأ بالفعل قبل نحو أسبوع سيتلوه تشكيل ميليشيا جديدة من المجنّسين الجدد لتعمل تحت إمرة عناصر حزب الله في السويداء للقتال إلى جانب قوات النظام وهو ما سيخلق مشروع فتنة في المحافظة واحتلالاً شيعيًا لها ويضع مستقبل وحدة سوريا في خطر.


التغيير الديمغرافي الذي يقوم النظام به يأتي في الوقت الذي فيه دعا مجلس الأمن الدولي مقاتلي حزب الله اللبناني إلى الكفّ عن أي تدخل في الصراع في سوريا وإلى للالتزام مجددًا بسياسة النأي بالنفس التي ينتهجها لبنان، حيث لم يذكر بيان مجلس الأمن الدولي حزب الله بالاسم بسبب اعتراض روسيا.


المجتمع الدولي الذي فشل في توفير الحماية للشعب السوري سجل فشلاً آخرَ في الوفاء بالتزاماته تجاه اللاجئين السوريين في دول الجوار الذين يقضون العام الثالث لهم في مخيمات اللجوء، حيث تبخرت الوعود الدولية بتقديم المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية لملايين اللاجئين في مخيمات اللجوء ولملايين النازحين داخل سوريا الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة بسبب استمرار الحرب والحصار ومنع النظام المنظمات الدولية من الوصول إليهم في المدن والبلدات المحاصرة.


إن فشل دعوات الهدنة ووقف إطلاق النار - ولو لفترة محدودة - والعجز الكبير في توفير المواد الإغاثية الضرورية لنحو ستة ملايين لاجئ ونازح في سوريا يضع دول الجوار والمنظمات الإنسانية الدولية أمام تحدٍ كبير وهي التي باتت تنوء من الحمل الكبير وتعجز عن توفير الاحتياجات الضرورية للاجئين والنازحين، وهو ما دفع بعض دول الجوار إلى تقنين دخول اللاجئين إلى أراضيها بل وإغلاق حدودها بشكل غير معلن.


قضية الشعب السوري باتت تواجه تحديات جمّة وكبيرة في الوقت الذي يتراجع فيه الحديث عن حلول سياسية للأزمة في سوريا لصالح الحلول العسكرية وعلى المجتمع الدولي ممثلاً بمجلس الأمن أن يقوم بدوره من خلال العمل على توفير الحماية للشعب السوري والتأكيد على وحدة سوريا والضغط على النظام للسماح للمنظمات الدولية بالدخول إلى المدن والبلدات المحاصرة لإنقاذ المحاصرين وتوفير المساعدات العاجلة لهم.
 

Email