اهمية وضرورة الوقوف على احتياجات المواطنين المعيشية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه االمواطن الفلسطيني ضغوطاً متعددة ترهقه وتصعب حياته وقدراته، وهي نوعان: الأول ما يمارسه الاحتلال من اجرادات واعتداءات معروفة كالاستيطان ومصادرة الارض وهدم البيوت وتهجير السكان وانتهاك حرمات المقدسات خاصة بالقدس التي يعملون على تهويدها وتزييف تاريخها، وغير ذلك الكثير من الممارسات خاصة زعرنات المستوطنين المتكررة ضد البشر والشجر.

إلا ان هناك قضايا واحتياجات معيشية في منتهى الأهمية وهي تستحق فعلاً وبسرعة الوقوف عليها لمعرفتها والبحث عن حلول واقعية لها لأن مثل هذه الحلول تدعم صمود المواطن في وجه تحدياات الاحتلال وتسهيل تفاصيل حياته بحيث يصبح اكثر قدرة على البقاء والتمسك بأرضه وحقوقه واستقلاله.

ولقد سمعنا أن مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة اكد اهمية تشكيل لجان للوقوف على مثل هذه الاحتياجات، ونأمل بأن يتحول الأمر الى واقع جدي وان نرى لجاناً متخصصة وغير مسيسة تتجول في المحافظات وتعقد الاجتماعات وتستمع الى المواطن البسيط الطيب لتعرف مشاكله وهمومه ومطالبه المعيشية ثم وبعد فترة ليست طويلة تنقل هذه الاهتمامات الى أصحاب القرار الذين نأمل ان يتعاملوا معها بالجدية اللازمة وان يبحثوا عن الحلول الممكنة لها.

وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن المواطن العادي يواجه مشاكل في توفير المياه والكهرباء التي هي من أهم مقومات الحياة، كما يواجه مجتمعنا ظاهرة انتشار العنف في المجتمع والمدارس وتتطور أية مشكلة صغيرة الى قضية كبرى وعائلية في معظم الاحيان، كما ان ارتفاع الاسعار مشكلة تتطلب حلا ومعالجة.

ويعاني المواطن من اتساع دائرة حوادث الطرق التي تتسبب بسقوط عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى شهرياً، وهي في معظمها ناتجة عن السرعة الزائدة وعدم التقيد بالقوانين المتعلقة بالسير او بسلامة المركبات نفسها، وهناك ظاهرة خطيرة وملفتة للانتباه وهي ازدياد جرائم القتل ضد النساء لأسباب متعددة يتعلق معظمها بالمفاهيم الخاطئة للشرق وتدفع المرأة وحدها الثمن. ونحن في هذا المجال نويد وبقوة دعوة وزيرة شؤون المرأة ربيحة ذياب للاسراع في اقرار قانون العقوبات وكذلك قانون الاحوال الشخصية، بحيث يشكل عقوبة رادعة للجناة وانصافا للمرأة وحقوقها.

نحن نعرف المعيقات الاسرائيلية لكننا نعرف كذلك ان هناك مجالاً واسعاً للعمل والتحرك والتطوير رغم كل ذلك، وهذه هي مسؤولية اصحاب القرار والقيادة ولا بد من البدء بسرعة وعدم اضاعة المزيد من الوقت في هذا المجال.
 

Email