احقنوا الدماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذا وقت العقلاء‏.‏ مصر تستنجد بنا جميعا‏:‏ أرجوكم لا مزيد من الدماء‏.‏ كل الدم حرام‏.

كل حكماء الأمة, من جميع الأطياف, يجب أن يجتمعوا معا الآن ليصرخوا صرخة واحدة لن نسمح بمزيد من الدم. الفرصة مازالت قائمة وكفانا ما جري. إنهم في الخارج ينتظرون هذه اللحظة لينقضوا علينا, ولن نسمح لهم, فمصر وطن عزيز, لن نجد لنا وطنا سواه, حافظوا عليه, وإلا فالكل سيندم يوم لا ينفع الندم.

هذا يوم لمن يفتدي مصر, فلينهض رجال الدين, مسلمين ومسيحيين, إلي المساجد والكنائس, ولتكن الكلمة الوحيدة التي يتحدثون بها, كفانا دماء. توقفوا يا أهل الاعلام عن كل ما يثير النفوس وينشر البغضاء, ولتكن برامج الفضائيات كلها دعوات إلي حقن الدماء. لا نريد مزيدا من التحليلات والفلسفة, توقفوا عن شهوة الكلام, ولنرفع أكف الضراعة إلي الله عز وجل بأن يساعدنا علي تجاوز هذه المرحلة الصعبة. ولنؤجل لبعض الوقت هذا التكالب المحموم علي مصالحنا الشخصية الأنانية, فإن لم نفعل ذلك, فلن تنفعنا هذه الأنانية أبدا, وسنكتشف أننا ضيعنا وطنا من أجمل الأوطان, ومن أعز الأوطان, وأحن الأوطان. فلنخرج جميعا أمام بيوتنا, وفوق أسطح المنازل, في الطرقات لنهتف هتافا واحدا: احقنوا الدماء.

وكل من يعتقد أنه في مأمن, عليه أن يستيقظ من غفلته, ويدرك أننا جميعا في بؤرة الخطر, وكلنا كمصريين أصبحنا في مرمي سهام أعدائنا الذين يريدون مصر مفتتة منقسمة منهارة, وأن يصبح شعبها شعبا من الجياع والمشردين, فهيا نفوت الفرصة عليهم, ونصرخ في وجوههم: لن نسمح لكم أبدا بالرقص علي جثثنا بعد اليوم.

لن يقتل الأخ المصري أخاه بعد اليوم, ولن نحرق ولن ندمر. يا أبناء مصر, إن أمكم تناديكم: أنا في شدة, فهيا تكاتفوا لنخرجها من شدتها, واعلموا أن من يمد يده ليستحل دماء أمه فسيظل إلي الأبد ملعونا تطارده صرخات ضميره فلا ينام!
 

Email