الهدنة في سوريا خلال رمضان وضرورتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المشكوك فيه أن يمتثل النظام السوري للدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى هدنة في سوريا خلال شهر رمضان المبارك.

فعلى الرغم من أن الرئيس الجديد للائتلاف السوري المعارض، أحمد الجربا، قد رحب بهذه الدعوة، إلا أن النظام السوري واصل جرائمه في حمص رغم الوضع الإنساني بالغ السوء في هذه المدينة ويلوذ بصمت ليوفر لقواته غطاء، وليستأنف الهجمات الدموية التي لا تميز بين مقاتلين ونساء وأطفال محاصرين داخل هذه المدينة.

أليس لافتا أن تأتي هذه الدعوة من الأمين العام للمنظمة الدولية ليذكّر النظام السوري بواجب ديني تجاهله، وضرورات تناساها، بينما كان يتعين على النظام أن يستوفي التزاماته تجاه شعبه الذي طالت معاناته.

إن احترام الواجب الديني في رمضان يفترض ألا تكون له علاقة بالوضع العسكري على الأرض، على الأقل ليقنع هذا النظام العالم بأنه يحترم ما يقطع به الدين الإسلامي الحنيف في هذا الشهر الفضيل، ولكن النظام مصّر على التملص من أي واجب ديني، لقناعته بأن غاية احتكار حكم الشعب السوري بالحديد والنار تبرر الوسيلة، حتى لو كانت هذه الوسيلة دموية، ومفرطة في القوة الغاشمة المستخدمة فيها.

من ذلك فإننا ندعو الدول التي تؤيد النظام السوري إلى أن تمارس ضغطا عليه، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في حمص، واحترام هذا الواجب الديني على الأقل لشهر واحد، هو شهر رمضان المبارك.

فليس من العدل ولا الحكمة أن يترك الحبل على الغارب للنظام السوري، فيقتل وقتما يريد، ويمارس عربدة ضد شعبه وقتما وأينما يشاء، حتى إن هدنة خلال الشهر الفضيل لا يريدها لشعبه المعذب والمحاصر في مسارح قتال ضارية.

لكل ذلك يتعين على العالم أن يتابع سلوك هذا النظام الذي يصور نفسه بين آونة وأخرى بأنه ضحية، في حين أنه أخطر الجلادين لشعبه المعذب بقيادته.
 
 

Email