اجراءات باطلة وتسهيلات وهمية!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما أعلنته اسرائيل أمس عن تقديم تسهيلات للفلسطينيين من سكان الضفة الغربية خلال شهر رمضان المبارك، يثير السخرية ويشكل تضليلا للرأي العام ومحاولة أخرى لتجميل صورة الاحتلال غير الشرعية واجراءاته الباطلة خاصة وان القرار يستثني الغالبية العظمى من أبناء الشعب الفلسطيني، فهذه التسهيلات - والمقصود السماح بدخول القدس - هي لمن هم فوق سن الستين، كما يستثنى من ذلك كل مواطني قطاع غزة.

والأهم من كل ذلك ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي يعتبر احتلالها غير مشروع للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام ١٩٦٧ حسب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، لا تمتلك حق منع الدخول الى القدس العربية المحتلة او حق السماح بالدخول، عدا عن ان اعتبار هذه السلطات القدس العربية المحتل جزءا من اسرائيل إنما يشكل إمعانا في تحدي الشرعية الدولية التي تعتبر القدس جزءا لا يتجزأ من الأراضي المحتلة.

ان ما يجب ان يقال هنا ان هذه التسهيلات الوهمية المضللة لا يمكن ان تغطي على حقيقة الممارسات والاجراءات الباطلة التي تفرضها اسرائيل في القدس العربية خاصة مخططات تهويد المدينة وبناء المزيد من المستوطنات فيها والمس بالأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية، إضافة الى سلب الفلسطيني الحق في حرية العبادة وأداء الشعائر الدينية في القدس رغم تشدّق السلطات الاسرائيلية بأنها تحترم حرية العبادة.

وتدرك اسرائيل وجيشها الذي يمارس الاحتلال ويمارس صلاحيات تستند الى أنظمة الانتداب «حالة الطوارىء» لعام ١٩٤٥ البائدة أنها تمارس كل ما يتناقض مع القانون الدولي خاصة اتفاقيات جنيف وتمس بالحقوق الإنسانية للفلسطينيين الواقعين تحت احتلالها سواء الحق في حرية العبادة او السكن او التنقل عدا عن الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية الأخرى.

ولذلك نقول ان بيان الجيش الاسرائيلي بشأن «التسهيلات» المزعومة انما يشكل محاولة لذر الرماد في العيون وتضليل الرأي العام ومحاولة لتحسين صورة احتلال يسلب حقوق شعب بأكمله ولا يحترم حقه في العبادة وأداء الشعائر ويهدد مقدساته خاصة المسجد الأقصى المبارك.

وفي المحصلة، فان على اسرائيل ان تدرك ان من حق أبناء الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين الوصول الى مقدساتهم سواء أكانوا في قطاع غزة او الضفة الغربية او أي مكان آخر وسواء كانوا فوق الستين او تحت الستين، نساء او رجالا، وهي لا تمتلك اي حق لا قانوني ولا اخلاقي في منع الفلسطينيين من ممارسة هذا الحق في شهر رمضان او أي وقت آخر كما أنها ليست في موقع من يقدم التسهيلات بل هي قوة احتلال غير شرعي باعتراف العالم أجمع.

ان التسهيلات الحقيقية التي يمكن ان تقدمها اسرائيل هي المبادرة الى إنهاء احتلالها غير المشروع للأراضي الفلسطينية بما فيها القدس وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وحل قضية اللاجئين على أساس القرارات الدولية، وبالتالي صنع سلام عادل ودائم في المنطقة لصالح الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي وكل شعوب المنطقة.
 

Email