لماذا يسعى إخوان مصر إلى تصعيد العنف؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

المحاولات المستميتة لجماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي، لن توقف الجهود الساعية إلى عودة الأمن والاستقرار، ولن تعيد مصر إلى الوراء مرة أخرى، كما أكد الجيش أمس، حين حذر من العبث بالأمن القومي للبلاد.

مصر مرت بمرحلة صعبة وشاقة على مدى عام كامل، تدهورت خلاله الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية نتيجة أخطاء كارثية في سياسة الرئيس المخلوع الخاطئة، والتي كانت تنذر بجر البلاد إلى منزلق يعلم الله مداه. فالمحاولة الفاشلة التي قام بها الإخوان فجر أمس لاقتحام مقر الحرس الجمهوري، وأسفرت عن مقتل 51شخصا وإصابة المئات، حلقة في مسلسل العنف الإخواني، الذي يسعى بشتى الطرق إلى إيهام العالم بأن مصر تعيش حالة احتراب أهلي، يستدعي التدخل.

الاستقواء بالخارج، استراتيجية إخوانية، بعد أن نبذهم الشعب، وبدأت في مراحلها بالحشد، فالاعتصام، فالدعوة لانتفاضة عامة. وعندما لم يؤد كل ذلك إلى استقطاب تعاطف وتأييد دوليين، لجأت الجماعة إلى أساليب أكثر عنفا مثل ارتكاب الجرائم بحق المعارضين لهم، ووصل الأمر إلى تهديد الجماعات الجهادية في سيناء بشن هجمات على أهداف إسرائيلية، في خطوة أخيرة لاستنفار قوى الخارج ضد الحكم الجديد في مصر.

صرخة الملايين ضد حكم مرسي في 30 يونيو الماضي حائط صد قوي ضد أطماع الإسلاميين في العودة إلى مصر، خاصة بعد أن تفهم العالم أجمع دوافع تحرك الجيش لحماية الموجة الثانية من ثورة 25 يناير 2011. حتى إن الإدارة الأميركية، لوحت من قبل بقطع المعونة العسكرية اعتقادا منها أن الثورة انقلاب عسكري، ولكن انتقادات كثيرة من الداخل الأميركي، ومن الكونجرس بصفة خاصة، عدت هذا التلويح ضررا كبيرا بالمصالح العليا للولايات المتحدة، ما جعل الرئيس باراك أوباما يتراجع ويؤكد أن الجيش المصري كان حاميا لثورة شعبية.

اعتبارات كثيرة جعلت المجتمع الدولي يقتنع بأهمية تحرك الجيش لحماية الثورة، أهمها الفشل الذريع لحكم الإخوان المسلمين. فهل يقتنع الإخوان ويرتضون بالعودة لدعم الاستقرار في البلاد، أم تأخذهم العزة بالإثم.
 

Email