فوضى "الإخوان" نتيجة حتمية لغياب لغة العقل

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين يستخدم قادة الإخوان المسلمين في مصر لغة التهييج بدل لغة العقل فإن الفوضى هي النتيجة الحتمية، وحين يقول مرشدهم العام متحدثا لأنصاره المتظاهرين في ميدان رابعة العدوية أول من أمس "أن يكون هناك تنازل عن رئيسنا محمد مرسي فدونه أرواحنا"، فلا يمكن تناول هذه الجملة إلا في سياق التحريض على العنف، ولم يكن الآخرون من الإخوان بأفضل من المرشد في أحاديثهم في صورة لا تعبر عن الوعي، وشكلت جزءا من عوامل أدت إلى مقتل العشرات من المصريين في مختلف المناطق.

ما يؤكد إصرار قادة الإخوان على التحريض، أيضا قول مرشدهم في الكلمة ذاتها: "إنه مستعد للتوصل إلى تفاهم مع الجيش إذا أعيد مرسي إلى المنصب الذي عزل منه". مما يعني أن الإخوان سوف يستمرون بنشر الفوضى ما لم يتولوا السلطة، غير مدركين أن الفرصة التي أتتهم على طبق من ذهب قد ضاعت اليوم، وأن عليهم إعادة العمل والتفكير بالأسباب التي قادت إلى فشلهم الذريع في إدارة دولة بحجم مصر، بدل التمسك بأمل ضعيف بأن يعيد لهم العنف ما يعتبرونه "شرعية" أخذت منهم.

الإخوان يريدون تعميق الشقاق بين أبناء الشعب المصري من خلال تحريض مرشدهم لأتباعه مخاطبا الجيش بأن يحمي الشعب المصري كله ولا ينحاز إلى فصيل واحد، ولا يريدون أن يفهموا أن أغلب الشعب قال كلمته، ولا عودة إلى الوراء، فالثورة تصحح مسارها وأخطاءها، وتتوجه إلى حيث يفترض رسم مستقبل مصر المنشود وليس مستقبل الإخوان.

يصرون على الخلط بينهم كـ"جماعة" وبين مصر كـ"دولة"، مما يشير إلى عدم قدرتهم على إدراك معنى العمل السياسي الواعي، وكيفية بذل الجهود من أجل الصالح العام من غير صبها لخدمة مصالح فريق واحد انخرط متأخرا بالنسبة لغيره في العمل السياسي العلني، وما زال أمامه الكثير ليعرف قواعده الأساسية.

استمرار مظاهرات الإخوان يعطل تحرك مصر إلى آفاق غدها، وعنفهم لن يفيدهم في شيء، بل سوف يبعد كثيرا من المصريين عنهم حين يكتشفون أنهم سبب في عرقلة التنمية المأمولة بعد الثورة، وفكرة "نحن أو الفوضى" أثبتت فشلها في كل مكان، وربما هي التي ستنهي حلم الإخوان الجديد بالعودة للحكم ما داموا مصرّين عليها.
 

Email