الأهداف الواضحة والتحريض السافر ضد الحرم القدسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكررت الاقتحامات اليهودية بأشكال مختلفة لحرمات الحرم القدسي الشريف في سياسة واضحة لحمل الشعب الفلسطيني والعالم كله على الاعتياد على مثل هذه التجاوزات واعتبارها امراً عادياً.

وفي الأشهر القليلة الماضية بدأت تعلو أصوات اسرائيلية رسمية وحزبية تدعو صراحة وعلنا الى إقامة «الهيكل المزعوم» مكان الحرم القدسي، ويرافق مثل هذه التصريحات إشارات باهتة الى عدم رضا رئيس الحكومة او الحزب عن هذه المواقف، لكي لا تعتبر موقفاً رسمياً نهائياً، لكن الواقع يؤكد غير ذلك تماماً كما أكد حاخام كبير ان اقتحامات الأقصى تتم بتحريض من الشاباك وبدعم قوي منه.

بالأمس طلع علينا وزير الاسكان الاسرائيلي اوري اريئيل من حزب «البيت اليهودي» المتشدد بدعوة صريحة كهذه حيث قال في مؤتمر بمستوطنة «شيلو» قرب رام الله انه يجب بناء «الهيكل المقدس الحقيقي» في «جبل المعبد» أي في الحرم القدسي الشريف.

وهذه ليست التصريحات الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، وهي صرخة جديدة في آذان النائمين من الأمتين العربية والاسلامية وفي عقول المشغولين بالقضايا الأخرى، لعلهم يدركون أبعاد المخاطر الحقيقية التي تتهدد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما انها صرخة قوية ايضاً الى كل الذين ما يزالون يأملون بإيجاد حل سياسي وبالمفاوضات وسيلة لتحقيق ذلك.

لم يترك الاستيطان ومصادرة الأرض وتهجير المواطنين مكانا لحل الدولتين، ولم تترك عمليات التهويد والاستيطان والحفريات والجدار وتهجير أبناء القدس وتعقيد أمور حياتهم أية فرصة للحديث عن المدينة المقدسة كعاصمة للدولة الموعودة، لأنهم يحاربون كل ما هو فلسطيني من بشر وتاريخ وواقع ويسعون الى تزوير الواقع وتشويه الماضي، وما الدعوات المتكررة لإقامة الهيكل والاقتحامات التي لا تتوقف الا المؤشر على واقع القدس وما يخططونه لها.
 

Email