مصر وتطلعات يمكن تحقيقها

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس من المبالغة في شيء القول بأن الشقيقة مصر تدخل الآن مرحلة جديدة في حياتها، وهي مرحلة بقدر ما تعبر عن حيوية وقدرة التحرّك الجماهيري، الواسع النطاق وغير المسبوق أيضا، على تحقيق مطلب أو خطوة محددة، في ظروف معينة، فإنها تعبر أيضا وبالضرورة عن الحاجة إلى الاستقرار وحشد طاقات الدولة والمجتمع والشعب المصري، بكل قواه ومكوناته الاجتماعية والسياسية، وهي كبيرة ومتعددة، من أجل السير نحو تحقيق تطلعات الشعب المصري الشقيق.
ومع الوضع في الاعتبار إن ما يجري في مصر الشقيقة، هو أمر يخص، في الواقع، الشعب المصري الشقيق، ويتعلق بخياراته هو، وما يراه مناسبا لتحقيق طموحاته وكيفية تحقيق أهدافه في الحاضر والمستقبل، وهو ما ينبغي احترامه والالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية المصرية، على أي نحو، ولا لأي سبب، فإنه من المعروف في الوقت ذاته، إن ما يجري في مصر يؤثر بالضرورة على كل المنطقة من حولها، وذلك بالنظر للصلات الوثيقة وللعلاقات العميقة، والتفاعل الواسع والمتواصل بين مصر وبين كل الدول من حولها، عربية وإسلامية وأجنبية.
وإذا كانت الشقيقة مصر تمرّ بظروف دقيقة وغير طبيعية، وتسعى إلى إعادة ترتيب البيت المصري من الداخل، واستيعاب كل الطاقات والقوى التي عبرت، وتعبر عن نفسها، في المجتمع  المصري، فإن سلطنة عمان، قيادة وحكومة وشعبا، تتمنى أن تنجح السلطات المصرية، وفي مقدمتها قيادتها الجديدة ، ممثلة في فخامة المستشار عدلي منصور رئيس جمهورية مصر العربية المؤقت، في تحقيق تطلعات الشعب المصري نحو الاستقرار والمزيد من التقدم والازدهار. وبينما استطاع الشعب المصري الشقيق أن يقدم الكثير على صعيد انتهاج الوسائل الحضارية في العمل لتحقيق أهدافه في المجالات المختلفة، وفي مراحل مختلفة، فإن ما يتمتع به من وعي عميق، بذاته وبمحيطه، ومن  إرادة قوية، ومن قدرة على حشد وتجميع قواه الوطنية، على تنوعها، يبعث على الثقة في نجاحه في تحقيق أهدافه وطموحات أجياله، الآن وفي المستقبل. ولأن الأمر يتجاوز بالتأكيد، مجرد الرغبة أو التمني، فإن الجهود والتحركات التي بدأت بالفعل في مصر، على مختلف المستويات، وبمشاركة مختلف القوى تقريبا، تسير في الاتجاه الصحيح، خاصة وأنها تنطلق من رغبة وإرادة وتصميم على العمل بكل السبل الممكنة لتحقيق التعاون والتنسيق بين كل القوى المصرية، بدون إقصاء لأي منها، وبدون تصفية حسابات كذلك، لسبب بسيط هو إن مصر الشقيقة تحتاج إلى كل أبنائها من ناحية، ولأن تحقيق الاستقرار والتقدم والرخاء يتطلب الاستفادة بكل الموارد، بشرية ومادية، وحشدها جميعها لتحقيق حياة أفضل، ومن المؤكد أن النجاح في ذلك يفيد مصر، دولة ومجتمعا وشعبا، كما يفيد المنطقة كلها من حولها، لأن استقرار مصر وازدهارها، هو استقرار وازدهار للمنطقة من حولها.

Email