لا للعودة للمربع الأول بمصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المهم أن يدرك المصريون جميعاً بمختلف أحزابهم ومواقفهم أنهم أمام مسؤولية حماية بلادهم ومستقبلها، وتحقيق أهداف ثورتهم يقع على عاتق الجميع وأن ذلك لن يتحقق إلا بالحوار الجاد وتعزيز اللحمة الوطنية وتغليب مصلحة مصر كوطن يسع الجميع على المصالح الحزبية بعيداً على تجييش الشارع والتهديد والتهديد المضاد الذي سيقود إلى عواقب وخيمة يدفع ثمنها الجميع وهذا لا يجب السماح به أو التسامح معه لأن مسؤولية الجميع حماية ثورة مصر لا تأزيم الأوضاع وتعكير العلاقات بين مكونات المجتمع المصري وأن الأمر يتطلب مواجهة ذلك بشجاعة من الجميع خاصة قادة الأحزاب الكبرى المطالبين قبل غيرهم بالعمل على تقديم مصلحة مصر الوطن على جميع المصالح الأخرى وهذا يقتضي منهم بدلاً من اللجوء إلى الشارع مجدداً وحصر مصر الدولة والشعب في الشوارع والميادين الدخول في حوار وطني شامل فوري ومباشر يشمل جميع مكونات المجتمع المصري من سياسيين ورجال دين وعسكريين للخروج بقرارات مجمع عليها تقود البلاد من مرحلة التأزيم وتجييش الشارع إلى الاستقرار السياسي والأمني على أن تكون نتائج هذا الحوار ملزمة للجميع.

إن ما يحصل حالياً بمصر ليس له مبرر ولايجب السماح به بأي حال من الأحوال وأن مسؤولية الخروج من الأزمة مسوؤلية جماعية، وليست مسؤولية الجيش أو الرئيس المعزول محمد مرسي فقط، وإن المطلوب اليقظة من أجل تفويت الفرصة على المتربصين بمصر الذين يستغلون الصراع السياسي لإدخال مصر في مستنقع الحرب الأهلية إذا لم يراع الجميع خطورة الأوضاع الحالية خاصة بعدما احتكم المؤيدون لمرسي والمعارضون له للشارع وكل يدعي الشرعية ولا يعترف بالآخر في وقت يدرك أن مصر في أشد الحاجة للتلاحم بين أبناء شعبها من أجل مواجهة استحقاقات المرحلة الحرجة. ومن المؤكد أن الصراع السياسي الحالي وتجييش الشارع لا يهدد التجربة الديمقراطية الوليدة بمصر فحسب بل يهدد السلام الأهلي والوحدة الوطنية ويهدد مصر كوطن للجميع.

ومن هنا يجب أن يستشعر الجميع خطورة المرحلة حتى لا تنزلق مصر في مستنقع الحرب الأهلية وعدم الاستقرار والفوضى وأن مثل هذه المسائل يجب أن تكون خطاً أحمر لا يجب السماح بها وأن مسؤولية الحيلولة دون وقوع مصر في المحظور لا تقع على عاتق حكومة الرئيس مرسي المعزولة ولا حزب الحرية والعدالة والإخوان ولا الجيش والأمن ولا حركة تمرد ولا جبهة الإنقاذ وإنما تقع على الجميع فالمضي قدماً في الاحتجاجات والاحتجاجات المضادة وتقزيم مصر الدولة العربية الرائدة في الشوارع أمر لا يجب السماح به لأن القضية هي إنقاذ مصر من مرحلة اللااستقرار والتأزيم وهذا لا يتم إلا بالحوار الوطني. إن الجميع مطالبون بأن يدركوا أهمية هذه القضية المحورية التي تستلزم أن يشارك الجميع في رسم مستقبل مصر وبناء مؤسساتها الديمقراطية حتى تعود مصر إلى طريق التعافي ويحقق الجميع من خلال ذلك أهداف الثورة التي شاركوا في صنعها بدلاً من أن يشاركوا في وأدها ويعودوا بمصر إلى المربع الأول الذي تجاوزه الزمن.

Email