تسوية الملف السوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل دعوة مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في ختام اجتماعهما السنوي في المنامة جميع الأطراف إلى إيجاد تسوية سياسية "عاجلة" للأزمة السورية تقي المنطقة من "تطورات خطيرة" نداء في الربع ساعة الأخير بعد أن بدأت الأزمة السورية تؤثر على استقرار الأوضاع الأمنية لدول الجوار ولبنان خصوصا.

لقد أكد الاجتماع في بيانه الختامي على الحاجة الماسة لإيجاد تسوية سياسية عاجلة للأزمة السورية وضرورة مساهمة كل الأطراف الفاعلة لتحقيق هذا الهدف وبذل كافة الجهود التي تساعد على خلق الشروط الملائمة لإنجاح عقد مؤتمر"جنيف 2".

إن توافق المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي شامل ينهي الأزمة السورية ويوقف نزيف دماء الشعب السوري ويحقق تطلعاته المشروعة، ويحفظ لسوريا أمنها ووحدتها، ويقي المنطقة تداعيات خطيرة محدقة بها يقتضي من الأمم المتحدة ومجلس الأمن تحديداً بوصفه مسؤولا عن الأمن والسلم الدوليين التخلص من انقساماته وعجزه والتعامل مع الأزمة السورية بوصفها أزمة تهدد السلم والأمن الدوليين ما يستدعي صدور قرار ملزم من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع يجبر النظام على وقف العنف والقتل ويدفع بسحب ميليشيات حزب الله والقوى الأجنبية الأخرى المشاركة في العمليات العسكرية في سوريا.

إن الجهود الدولية المتواصلة من أجل عقد مؤتمر جنيف 2 للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية لا يمكن أن يكتب لها النجاح في ظل الدعم العسكري واللوجستي الهائل الذي يقدم للنظام السوري من حلفائه في روسيا وإيران والصين والدعم الميداني من قبل ميلشيات حزب الله وبعض المليشيات العراقية والإيرانية وهو ما يجعل النظام في سوريا يستمر في اتباع خياره العسكري ضد الشعب السوري كسبيل لإخماد الثورة الشعبية المطالبة بالحرية والتغيير.

لقد تسبب تراخي المجتمع الدولي ولا مبالاته وانقساماته في ارتفاع أعداد الضحايا في المدن والبلدات السورية إلى أرقام مهولة ومفجعة كما تفاقمت الأزمات الإنسانية في أوساط النازحين واللاجئين السوريين الذين بلغت أعدادهم الملايين وزادت احتياجاتهم الإنسانية من غذاء ودواء سواء في المدن والبلدات التي نزحوا إليها أو في مخيمات اللجوء في دول الجوار ما يستدعي من الدول والمنظمات سرعة التحرك لإغاثة الشعب السوري وتقديم الدعم له بكل الطرق والوسائل الممكنة.

إن نجاح التسوية السياسية للأزمة السورية لا يمكن أن يتحقق دون وقف حقيقي لإطلاق النار يتضمن إجبار النظام على وقف قصف المدنيين بالطائرات والصواريخ وبراميل الموت وخروج المليشيات المسلحة من سوريا وهو ما يمهد لعقد مؤتمر جنيف 2 الذي يجب أن تكون محصلته معبراً أميناً عن مطالب الشعب السوري العادلة.
 

Email