اسرائيل تنسف ما تبقى من جهود السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن مفاجئا او غريبا ألا تسفر الجولة الجديدة لوزير الخارجية الاميركي جون كيري في المنطقة لاحياء عملية السلام عن أية نتائج ايجابية في الوقت الذي يتمترس فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي التقاه كيري امس الاول وراء مواقف وشروط تعجيزية وتمارس حكومته على الأرض ما يؤكد ان الاحتلال الاسرائيلي هو نفس الاحتلال بأطماعه التوسعية ونهجه وانتهاكاته الفظة للقانون الدولي وإصراره على تضليل العالم أجمع بشعارات حول السلام تطلق في الهواء دون أي رصيد.

ولهذا لم يستمع الجانب الفلسطيني إلى ما هو جديد خلال اللقاء الذي عقده الرئيس محمود عباس مع كيري امس، نظرا لإصرار نتانياهو وحكومته على مواصلة الاستيطان غير الشرعي في الاراضي المحتلة والتنكر للحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني والاصرار على مواصلة فرض المعاناة على شعب بأكمله وحرمانه من حقوقه السياسية والانسانية ومواصلة العدوان على هويته ووجوده.

ان ما يجب ان يقال هنا إزاء هذا الوضع ان الاحتلال الاسرائيلي بمواقفه وممارساته قد سد الطريق امام جهود السلام بل انه نسف هذه الجهود موجها صفعة مدوية أخرى لوزير الخارجية الاميركي وللادارة الاميركية، كما ان اسرائيل حولت هذه الجهود الى دوامة عبثية من اللقاءات غير المجدية.

ولعل الاقتحامات اليومية التي تنفذها اسرائيل لمحافظات الوطن وحملات الدهم والاعتقال عدا عن مواصلة الاستيطان وتهويد القدس وحصار قطاع غزة والمواقف العنصرية المتشددة التي نسمعها يوميا ما يؤكد ان اسرائيل ليست في وارد صنع السلام مع الشعب الفلسطيني وقيادته.

ولهذا واذا كان عامل الوقت مهما جدا للشعب الفلسطيني فإن ما يجب ان يقال ان من غير المقبول ولا المعقول استمرار انتظار ردود اسرائيلية لن تصل فيما تتواصل المعاناة الفلسطينية جراء الاحتلال غير المشروع وفيما تتحول جهود السلام الى جهود عبثية، ومن حق المواطن ان يتساءل: الى متى ؟!

ولهذا كله فقد حان الوقت كي تقيّم القيادة الفلسطينية ما آلت اليه جهود السلام الفاشلة، وان تبحث في الوسائل والآليات المطلوبة لكسر هذا الجمود وتقريب شعبنا من نيل حريته واستقلاله ويجب ان يدرك العالم أجمع ان اسرائيل هي المسؤولة أولا وأخيرا عن فشل جهود السلام وان على المجتمع الدولي ان يتحرك بشكل جاد لإلزام اسرائيل بإنهاء احتلالها غير المشروع للاراضي الفلسطينية وتمكين شعبنا من اقامة دولته المستقلة.

واذا كانت الجهود الاميركية الراهنة قد منيت بالفشل على غرار جهود الادارات الاميركية السابقة فإن ما يجب ان تدركه واشنطن هو ان الاستيطان غير المشروع والاحتلال غير المشروع وحرمان شعب بأكمله من ممارسة حقوقه المشروعة يتوجب العقاب لا المكافأة، وان واشنطن اذا كانت معنية بنجاح جهود السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في هذه المنطقة فان عليها ان تضم صوتها الى المجتمع الدولي وان تعترف بدولة فلسطين على حدود العام ١٩٦٧ وتدعم أي حراك دولي لانهاء الاحتلال.
 

Email