الترقب لآفاق عملية السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

  
تتكثف التساؤلات حاليا بشأن المآلات المرتقبة للجولة الراهنة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري في منطقة الشرق الأوسط، والتي التقى خلالها كلا من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو.

إن هنالك جملة من الحقائق والمعطيات تفرض نفسها لدى محاولة قراءة أفق النجاح الممكن لجهود كيري، ومن بين أهم تلك المعطيات تبلور تيار قوي داخل الساحة السياسية الإسرائيلية، يحث على إنجاح جهود كيري، علما بأن ذلك يعني بالضرورة، قيام نتانياهو بتنازلات عديدة، في مقدمتها الاستجابة لمطلب الطرف الفلسطيني في وقف الاستيطان والعودة إلى حدود ما قبل 1967، كأساس لأي مفاوضات جديدة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

وفي هذا السياق، نرى بأن العديد من المسؤولين الإسرائيليين قد أدلوا بتصريحات تصب في الحديث عن ضرورة تقديم تنازلات إسرائيلية، فذلك وحده هو الخيار المتاح لعودة التفاوض بين الطرفين. وقد صرح وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي ياكوف بيري – وهو ينتمي إلى حزب «يوجد مستقبل» الوسطي – قائلا «إن نتانياهو يعلم بأنه يتوجب القيام بإخلاء مؤلم لمستوطنات غير بعيدة عن الكتل الاستيطانية الكبرى، وأنه يجب القيام بتبادل للأراضي». ويمثل هذا التصريح أنموذجا لتصريحات كثيرة مماثلة، بالإضافة إلى تزايد التسريبات المشابهة لهذا الموقف، في عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الأيام الأخيرة.

إن مجمل الرؤية المتعلقة بإمكانية استئناف التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تشف عن ضرورة قيام واشنطن بضغوط جديدة على نتانياهو، للإيفاء بالشروط المطلوبة التي تسمح للمفاوض الفلسطيني بالعودة مجددا إلى طاولة التفاوض مع الطرف الإسرائيلي. وبصفة عامة، نقول بأن تحديات التوقيت الراهن بالنسبة للقضية الفلسطينية تؤكد من جديد أهمية المسارعة بدفع الجهود العربية السابقة من أجل توحيد الصف الفلسطيني، وهي جهود ظل لدولة قطر فيها القدح المعلى، من منطلق حرصها الكامل على مؤازرة الفلسطينيين والدفاع عن قضيتهم، وصولا إلى سلام عادل وشامل يحظى بالقبول والاستدامة.

 

Email