دفاع بائس عن نظام متصدع

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن مستغربا أن يخرج إعلام نظام الأسد عن طوره بعد التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، والتي عد فيها سورية أرضا محتلة، فهذا الإعلام استمرأ الكذب لدرجة أنه بات يكذب ويصدق كذبته.

بالأمس، جند نظام الأسد إعلامه البائس وبوقه المثقوب عمران الزعبي لكيل الشتائم للمملكة ووزير خارجيتها في محاولة يائسة لتشويه مواقف المملكة المشرفة تجاه القضايا العربية.

ولأن ذاكرة بشار الأسد ونظامه الفاقد للشرعية ضعيفة، فليس مقابل ذلك إلا أن يتم تذكيرهم بالخطاب التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل عامين، والذي دعا فيه الأسد لتنفيذ إصلاحات لا تغلفها الوعود، وكان ناصحا له في ذلك الوقت من منطلق خشيته على سورية العروبة والإسلام. ولعل بشار الأسد يتذكر جيدا الاتصالات الثلاثة التي أجراها الملك معه في هذا الصدد، ولكن كانت النتيجة "أن لا حياة لمن تنادي".

إعلام نظام الأسد، اختصر الأزمة على الأرض بما أسماه "السلاح والمال" السعودي، ونسي أن جيشه وطائراته ودباباته وصواريخه قتلت ما لا يزيد على 93 ألف نسمة، وشردت الملايين.

الإعلام الأسدي يفاخر بانتصاراته على الأرض، وينسى أن جيشه المدجج بالأسلحة والعتاد، لم يطلق طلقة واحدة على العدو الصهيوني الذي يحتل "الجولان"، ولا يجرؤ أن يصوب تجاه الأرض المحتلة ولو مسدسا مائيا.

ولعل من المهم الإشارة، إلى أن المملكة وأصدقاء سورية الحقيقيين، لا يجدون أمام التخاذل الحاصل في نصرة الشعب السوري وثورته، إلا أن يكونوا خير سند للضحية أمام جلاد لا يرحم، وآلة عسكرية تستمد قوتها من سلاح روسي يتحجج بالاتفاقيات، وعناصر طائفية تتدخل بدعوى غطاء حماية المزارات، وغيرهم الكثير.

وفضلا عن ذلك، فكما يبدو أنه لا أفق سياسي لحل الأزمة السورية بالطريقة التي تنشدها الأطراف الدولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، إذ أدى الخلاف الواضح بينهما إلى تأجيل انعقاد مؤتمر "جنيف2"، الذي يرى الكثيرون أنه لا يجب التعويل عليه في أزمة لم تقدم لها المؤتمرات السياسية شيئا يذكر سوى التسويف والمبادرات الفاشلة.
 

Email