قطر واليوم التاريخي

ت + ت - الحجم الطبيعي

 في إيثار منقطع النظير ينطوي على درس تاريخي ستتدارسه أمم وشعوب، تحتل فيه رفعة الوطن الصدارة في الوعي والضمير، أعلن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تسليم مقاليد الحكم إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

إن حرص سموه، في الكلمة التي وجهها إلى الشعب القطري أمس، على إعلان فتح صفحة جديدة أخرى في مسيرة وطننا يتولى فيها جيل جديد المسؤولية بطاقاتهم المتوثبة وأفكارهم الخلاقة، هي في واقع الأمر براعة قيادية تقترن بها ثقة وإيمان بعظمة حصاد تنمية شاملة في الدولة كان هدفها الإنسان وتطويره، ونجحت في تجهيز وإعداد جيل شاب جديد لديه من الطاقات التي ستضاعف معدلات التنمية.

وفي ما قاله سموه، إنه ما أراد السلطة غاية في ذاتها، ولا سعى إليها من دوافع شخصية، بل هي مصلحة الوطن التي أملت علينا أن نعبر به إلى مرحلة جديدة جاء ضافيا بمعان راقية وشفافة تحتوي دروسا في غايات السلطة تفيض وفاء للوطن، تعكس إيمانا بواجبات المسؤولية لا نظيره في العالم والتاريخ.

إن وصايا صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لشعبه بعد تقوى الله، بالعلم والعمل وبالمحافظة على قيمنا الثقافية والحضارية النابعة من ديننا وعروبتنا وانتماءاتنا الإنسانية، فيها من الزخم العروبي الأصيل الذي يؤكد على ثوابت وطنية لم تبارح قطر الحفاظ عليها والتمسك بها وتعزيزها معتنقة الإيمان بأن الوطن العربي جسد واحد يصلح الواحد من أقطاره بما يصلح به الجميع. لقد جاءت صورة مبايعة الشعب القطري الوفي، أمس، لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، مرصعة بوطنية أصيلة، وبولاء عظيم، وبالتفاف وطني كبير حول القيادة التي ستكمل المسيرة، بإذن الله، بكل عزم وقدرة، ففي هذا اليوم التاريخي تعددت الدروس، وتنوعت القيم العليا العظيمة التي جللت المشهد وزينته بمحبة وولاء ووفاء.
 
 

Email