...توافق قطري - فرنسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعكس زيارة فخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى الدوحة ولقاؤه مع حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى عمق العلاقة القائمة بين البلدين الصديقين والحرص الكبير على تطوير التعاون في المجالات كافة والتشاور وتنسيق المواقف في الملفات الساخنة التي تشهدها المنطقة والعالم.

حضرة صاحب السمو أشار إلى أن المباحثات بين قطر وفرنسا قد تطرقت إلى أهم موضوع يشغل البلدين، والذي انعقد بشأنه مؤتمر خاص بالدوحة،" مؤتمر أصدقاء سوريا" القضية السورية، حيث عبر سموه عن الأسى لما يتعرض له الشعب السوري في ظل صمت عالمي معربا عن أمله بعد مؤتمر الدوحة أن تتم مساعدة الشعب السوري للدفاع عن نفسه، وكذلك إيصال المساعدات الإنسانية لهم.

لقد أكد الرئيس الفرنسي أن مباحثاته مع سمو الأمير تطرقت إلى الأوضاع السياسية في المنطقة، مشيرا في هذا السياق إلى أن البلدين توصلا إلى نهج مشترك حيال ما يجري في سوريا، ليس من قبيل التنديد بالمأساة هناك، بل من أجل إيجاد حل للأزمة، ومساعدة المعارضة السورية للدفاع عن نفسها، وكسب المواقع ميدانيا، مشددا في الوقت نفسه على أن كلا من قطر وفرنسا يريدان حلا سياسيا للأزمة السورية، وأنهما يعملان على ذلك.

إن التوافق القطري - الفرنسي على ضرورة وضع حد للمأساة الإنسانية التي تجري في سوريا ومساعدة المعارضة السورية للدفاع عن نفسها وعن شعبها في وجه آلة النظام العسكرية يشكل بارقة أمل حقيقية في أن تشهد المأساة السورية نهاية لفصولها في الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة خاصة إذا جرى الالتزام بما تم الاتفاق عليه في اجتماع أصدقاء سوريا في الدوحة بسرعة تزويد المعارضة بالسلاح النوعي بما يمكنها من إيجاد توازن على الأرض وهو ما قد يجبر النظام بالتالي على القبول بالحل السياسي والاستجابة لمطالب الشعب السوري المشروعة.

لقد حملت قطر قضية الشعب السوري منذ اللحظة الأولى على عاتقها ومازالت ودافعت عن حقه بالحرية والكرامة والتغيير بكل ما أوتيت من قوة في كل المحافل الدولية وهي رغم شكوكها في نوايا النظام الذي أعلن مشاركته في مؤتمر جنيف2 الذي سيبحث تفاصيل المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة مؤقتة في سوريا مازالت تعمل من خلال رئاستها للجنة العربية المعنية بالأزمة السورية واستضافتها لمؤتمر أصدقاء سوريا على الوصول بسوريا والشعب السوري إلى بر الأمان من خلال التوصل لحل يحقن دماء السوريين ويحافظ على مقدرات البلاد ويمنع تدميرها أو تقسيمها.

إن زيارة الرئيس الفرنسي للدوحة والتوافق في وجهات النظر تجاه القضايا في المنطقة شكلا فرصة سانحة للبلدين الصديقين للدفع بعلاقاتهما الثنائية المستندة إلى الثقة والاحترام والشفافية إلى الأمام خاصة مع وجود مشاريع عديدة تجمع بين البلدين وتقرب بينهما،في المجالات كافة وهو ما سيعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين.
 

Email