دعم حقيقي للشعب السوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل اجتماع وزراء خارجية إحدى عشرة دولة من مجموعة "أصدقاء سوريا" الذي سيعقد غداً في الدوحة محطة هامة وفرصة حقيقية لكي يحسم المجتمع الدولي أمره ويقوم بتقديم مساعدة عسكرية إلى مقاتلي المعارضة السورية تمكنهم من الدفاع عن شعبهم ومدنهم وبلداتهم في وجه الآلة العسكرية للنظام.

الشعب السوري الذي يشعر أنه تُرك وحيداً يأمل أن يجلب المؤتمر الوزاري والذي يأتي بعد أيام قليلة من اجتماع قمة الثماني التي أخفقت في الخروج بموقف موحد تجاه المأساة في سوريا المزيد من المساعدة بما يمكنه من الدفاع عن نفسه ويمنع استهدافه من قبل الطائرات والصواريخ والأسلحة الثقيلة والتي تسببت في مقتل عشرات الآلاف من السوريين وتهجير الملايين من بيوتهم وتدمير المدن والبلدات والقرى السورية ومسح بعضها من على الأرض.

استخدام النظام السوري للصواريخ والطائرات والأسلحة الثقيلة لقمع ثورة الشعب السوري والدعم غير المحدود الذي يجده من حليفته روسيا التي لم تتوقف لحظة عن إمداده بالأسلحة النوعية ودخول حزب الله للقتال إلى جانب قوات النظام السوري فضلاً عن الدعم الإيراني المتواصل كلها أسباب أدت إلى تراجع المعارضة المسلحة وإلى استعادة النظام السيطرة على عدد من المناطق التي تم تحريرها في السابق. كما أن العديد من المدن والبلدات السورية تعيش الآن حصاراً خانقاً من قبل قوات النظام التي لا تتوانى عن استخدام كل ترسانتها العسكرية في ضربها ما يعرض حياة عشرات الآلاف من المواطنين للخطر.

إن أول واجبات المجتمع الدولي تجاه الشعب السوري يتمثل في توفير الحماية للمدنيين، وهو ما يستدعي من اجتماع الدوحة أن يبحث جدياً في الدفع باتجاه استصدار قرار دولي لإقامة مناطق حظر طيران الأمر الذي سيوفر الحماية للمدنيين واللاجئين السوريين.

لقد شهدت الأشهر القليلة الماضية تفاقماً للأزمة السورية وزيادة في تدهور الأوضاع الإنسانية وارتفاعاً في أعداد الضحايا والمهجرين الأمر الذي يتطلب من جميع الأطراف تحمل مسؤولياتهم في إيجاد حلول عملية تفضي إلى وقف التدهور في سورية ومن ثم إيجاد مناخ ملائم لعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم.

لقد ملّ الشعب السوري من عبارات التنديد والشجب وتحميل النظام مسؤولية ما يجري من إراقة دماء في سوريا وهو يأمل من اجتماع الدوحة أن ينجح في الخروج بموقف موحد وداعم للمطالب المشروعة بما يمكن من تحقيق المطالب المشروعة التي خرج من أجلها ملايين السوريين الذين دفعوا ثمنها غالياً من أرواح أبنائهم وبناتهم ومن مقدرات بلادهم التي تتعرض للتدمير والتخريب على يد النظام.
 

Email