نعمة الأمن والسلام وضرورة الحفاظ عليها

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس من المبالغة في شيء القول ان المنطقة العربية بوجه خاص، بل والعالم من حولها بوجه عام، يمر بفترة صعبة من عدم الاستقرار، والحروب والمواجهات التي تضيف كل يوم عشرات، بل مئات الاشخاص الى قوائم القتلى، مع الزيادة المطردة في اعداد الجرحى، واللاجئين والمشردين داخل الدول المنكوبة وخارجها ايضا، بكل ما يترتب على ذلك من نتائج، مباشرة وغير مباشرة، وهو ما تدفع ثمنه الشعوب، من حاضرها ومستقبل ابنائها ايضا. وفي هذا الاطار فإنه لم يكن مصادفة ان يشير التقرير السنوي الخاص بمؤشر السلام العالمي لهذا العام الى ان العالم اصبح اقل أمنا مما كان عليه قبل خمس سنوات، وان هناك 110 دول قلَّت فيها درجة السلمية، مقابل 48 دولة فقط ارتفعت فيها درجة السلمية، وهو ما يعبر عنه الترتيب الذي يقدمه مؤشر السلام العالمي للدول المختلفة والذي يشمل 162 دولة،  يتم ترتيبها على اساس 24 مؤشرا، وكذلك في اطار قياس مستويات الامن والامان في المجتمع، ووجود صراعات داخلية او دولية داخل الدولة، ودرجة عسكرة الدولة، وهو ما يتم وفق دراسات علمية متخصصة يقوم بها معهد الاقتصاد والسلام العالمي، بالتعاون مع العديد من مراكز الدراسات والابحاث العالمية المرموقة.

وفي ظل ما يتسم به مؤشر السلام العالمي من اهمية، على مستويات عديدة، اقليمية ودولية، فإن مما له دلالة عميقة، ان السلطنة كانت من بين الدول التي حققت مركزا متقدما على المؤشر، حيث جاءت في المرتبة 44 من بين 162 دولة، وكانت في العام الماضي في المرتبة الـ 59، فان هذه المرتبة المتقدمة انما تعود في الواقع الى حرص القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على تحقيق الامن والامان والاستقرار، للوطن والمواطن، وعلى تحويل المجتمع العماني الى اسرة واحدة متماسكة ومترابطة من ناحية، وارساء العلاقات مع الدول والشعوب الاخرى، في المنطقة وخارجها، على اسس من الاحترام المتبادل، والتعاون المثمر، والحوار البناء، لتحقيق السلام والاستقرار، وحل أية خلافات بالطرق السلمية، وبما يحقق المصالح المشتركة والمتبادلة ، وبما يتسق ايضا مع قواعد  ومبادئ القانون والشرعية الدولية من ناحية ثانية.

نعم انها نعمة كبرى، نعمة الامن والامان والاستقرار والرخاء، التي ننعم بها في ظل القيادة الحكيمة، ولأن تحقيقها وترسيخها  تم عبر جهود عديدة، ورؤية متكاملة، فإنه من الاهمية بمكان مواصلة الجهد والعمل والتحرك، من اجل الحفاظ على هذه النعمة، وصيانتها، ليس فقط بكل ما يتطلبه ذلك على الصعيد الداخلي، ولكن ايضا ببذل كل ما يمكن للحفاظ على الأمن والاستقرار من حولنا، سواء بأبعاد منطقة الخليج عن أية مخاطر وصراعات واستقطابات، او باحتواء المواجهات والحروب ومكامن الخطر المتزايدة على الصعيد العربي والاقليمي الاوسع.

وما تتمتع به السلطنة من تقدير يمكنها من الاسهام الملموس في تحقيق ذلك، وهو ما يعود بالخير على كل دول وشعوب المنطقة في النهاية.

.

Email