مكتب حركة طالبان في الدوحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يأتي التوضيح القطري الذي نُشر على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية من أن المكتب الذي افتتح في الدوحة "المكتب السياسي لطالبان أفغانستان في الدوحة"، وليس "المكتب السياسي لإمارة أفغانستان الإسلامية" ليُؤكد مجددًا الحرص على أن تكون دولة قطر على مسافة واحدة مع جميع الأطراف في أفغانستان ليتسنّى لها القيام بدور الوسيط النزيه والمقبول من جميع الأطراف ذات العلاقة بالقضية الأفغانية.

إن من البديهيات ألاّ تُوافق دولة قطر على افتتاح مكتب في الدوحة باسم "إمارة أفغانستان الإسلامية " فالدوحة تقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة الأفغانية وهناك سفير مقيم لدولة أفغانستان فيها ولا يُعقل أن يكون تمثيل أفغانستان من خلال السفارة والمكتب. كما أن الدوحة استقبلت مؤخرًا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ولا بدّ أنه اطلع خلال زيارته من قبل القيادة القطرية على خطط افتتاح المكتب والهدف والغاية التي أنشئ من أجلها.

لقد أكد سعادة مساعد وزير الشؤون الخارجية علي الهاجري في البيان الذي تلاه في احتفال افتتاح المكتب "أن المكتب سيُؤمّن إطارًا للحوار والمفاوضات" وأن استضافة المكتب خطوة تقوم بها قطر انطلاقًا من قناعتها بأن الحوار والتفاوض هما الوسيلتان الوحيدتان لإعادة السلام إلى أفغانستان وتحقيق الأمن والرخاء للشعب الأفغاني.

إن دولة قطر لن تدخّر وسعًا في بذل كل الجهود الممكنة من أجل إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان وهي ستكون حريصة على لعب دور في تقريب وجهات النظر بين حركة طالبان والجانب الأمريكي وبين الأطراف الأفغانية للتوصّل إلى اتفاق يُعيد الأمن والاستقرار في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي المتوقع العام المقبل وينهي عقودًا طويلة من الصراعات والحروب ويُؤسّس لإطلاق خطط التنمية وإعادة بناء الدولة في أفغانستان.

الدوحة تُدرك أن الطريق لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان سيكون طويلاً وشائكًا فالقضية الأفغانية معقدة ومواقف مختلف الأطراف فيها متباعدة لكن ثمّة بارقة أمل تلوح في الأفق لتعزيز جهود السلام العالمي وحلّ النزاع في أفغانستان بالطرق السلميّة وعبر الحوار والمفاوضات.

إن افتتاح المكتب السياسي لحركة طالبان في الدوحة، يُشكّل فرصة حقيقيّة أمام جميع الأطراف لطيّ صفحة الحروب والصراعات ودفع عملية السلام في أفغانستان إلى الأمام وتسهيل جهود العون الإغاثي والإنساني للشعب الأفغاني الذي يطمح إلى تحقيق السلام والاستقرار والأمن وبناء مستقبل أفضل لأبنائه بعيدًا عن الحروب والصراعات.
 

Email