صفحة جديدة في إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

يأتي انتخاب حسن روحاني الذي يُوصف بالاعتدال وبالقرب من التيار الإصلاحي رئيسًا لإيران وما قاله الرئيس المنتخب في تصريح رسمي من أن "انتصاره هو انتصار الذكاء والاعتدال والتقدّم على التطرف"، في وقت تشهد فيه العلاقات الإيرانية مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية توترًا شديدًا على خلفية التدخلات الإيرانية في الشؤون الخليجية والعربية الداخلية والدعم الإيراني الكبير للنظام السوري سياسيًا وعسكريًا في وجّه الشعب السوري الذي يتعرّض للقتل على يد النظام فضلاً عن تزايد شكوك المجتمع الدولي في طبيعة الملف النووي الإيراني الذي يُشكل تهديدًا خطيرًا للمنطقة.

لقد دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية حسن روحاني الذي انتخب لتوه رئيسًا جديدًا لإيران إلى "إصلاح" موقف بلاده التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد وإلى تدارك الأخطاء التي وقعت فيها القيادة الإيرانية وإصلاح الموقف الإيراني من النزاع المستمر في سوريا حيث وقفت الحكومة الإيرانية ومازالت في وجه طموحات الشعب السوري من خلال استمرارها في دعم النظام بكل الوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية.

إن مراجعة القيادة الإيرانية لموقفها من المأساة السورية وقيامها بالضغط والطلب من حليفها في المنطقة حزب الله الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام في سوريا بسحب جنوده والذي تسبّب تدخله بسوريا في إثارة حرب مذهبية طائفية سيكون المدخل الحقيقي لفتح صفحة جديدة في العلاقات العربية مع إيران وتوطئة لإخماد شرارة الحرب المذهبية الطائفية التي تهدّد المنطقة برمتها.
لقد عانت إيران ومازالت تعاني أوضاعًا اقتصادية صعبة بسبب العقوبات الاقتصادية التي فُرضت عليها من قبل المجتمع الدولي نتيجة لسياساتها وتدخلاتها ولبرنامجها النووي المثير للجدل، وهي الآن مع وصول الرئيس الجديد حسن روحاني أمام فرصة حقيقية لإظهار حُسن النوايا تجاه جيرانها وتجاه المجتمع الدولي من خلال الدفع باتجاه علاقة بنّاءة مع المجتمع الدولي وتحسين الوضع السياسي والحقوقي في البلاد.

إن فوز الرئيس الجديد حسن روحاني الإصلاحي، ومن الجولة الأولى للانتخابات، يُظهر رغبة المجتمع الإيراني الشديدة في التغيير، حيث أعلن روحاني خلال حملته الانتخابية عن تأييده اعتماد سياسة أكثر مرونة تجاه الغرب لوضع حدٍ للعقوبات المفروضة على إيران التي تُغرق البلاد في أزمة اقتصادية خطيرة وهو أحد الأسباب الرئيسة التي دفعت بالناخب الإيراني -كما يبدو- إلى وضع ثقته في الرئيس الإصلاحي روحاني أملاً في تحقيق الإصلاح والتغيير في البلاد.
 

Email