المشروع الأكبر في التنمية العمانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتاد الكثيرون – داخل السلطنة وخارجها – على تصنيف المشروعات الاقتصادية والتنموية بوجه عام إلى مشروعات صغيرة ومتوسطة وكبيرة، وفقًا لحجمها، من رأس المال والقوى العاملة والإنتاج، وفي الإطار التقليدي، غير أن الإيمان العميق لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – بالمواطن العماني وبقدراته وتفانيه من أجل الوطن، جعلت جلالته يضع المواطن العماني في مقدمة الأولويات، وبؤرة الاهتمام لكل مشروعات وبرامج التنمية الوطنية، ليس فقط باعتباره أغلى ثروات الوطن، ولكن أيضًا لأن التنمية البشرية هي الركيزة الأساسية للتنمية بمفهومها الواسع.

ولأن الشباب هم الشريحة الأكبر، في المجتمع العماني الفتي، ولأنهم أيضًا قوة الحاضر وأمل المستقبل، ولأن الكثيرين منهم يشقون طريقهم باجتهاد وكفاءة تبعث على السعادة والاطمئنان، فإن ما أشار إليه معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية من أن «أكبر مشروع للسلطنة هو مشروع الشباب»، هو أمر بالغ الدلالة، خاصة أن كل الممارسات والخطط والبرامج تؤكد ذلك، وأنه «لا توجد ورقة من أوراق الحكومة لا تعنى بوضع الشباب وأهميته».

وفي هذا الإطار فإن ما تقوم به اللجنة الوطنية للشباب من خلال جلساتها الاستطلاعية، بمحافظة ظفار ومحافظات السلطنة الأخرى، يكتسب الكثير من الأهمية، خاصة أنه يسعى إلى تعميق التواصل والتفاعل، مع الشباب في مختلف محافظات السلطنة، وتوسيع دائرة الحوار بينه وبين مؤسسات الدولة المختلفة، حتى يمكن للشباب أن يقوم بدوره المأمول في إعلاء صرح التنمية والبناء في كل قطاعات الاقتصاد الوطني، وكشريك فاعل في صياغة وتوجيه التنمية في كل المجالات.

وإذا كان مجلس الدولة سيناقش يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين مقترح لجنة الثقافة والإعلام حول وضع سياسة إعلامية شاملة موجهة للشباب، وذلك ضمن الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المجلس، وهو ما يعبّر عن الاهتمام الملموس من جانب مجلس الدولة بهذا القطاع الحيوي، فإن الدراسة التي بدأ المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في القيام بها، من خلال عمليات مسح يقوم بها فريق من الباحثين بمركز الاتصالات بالمركز الوطني للإحصاء والمعلومات، والتي تهدف لدراسة توجهات الشباب، وتحديث البنية المعرفية عن توجهاتهم، تعد واحدة من الدراسات ذات الأهمية الكبيرة، سواء لأنه يتم القيام بها على أسس علمية، أو لأنها تضم عينة كبيرة من الشباب، تتسع لتشمل مكونات هذه الشريحة التي نعلّق عليها الكثير من الآمال  كمجتمع وكأسر أيضًا، في الحاضر والمستقبل، خاصة أن نتائج هذا المسح سيتم التعامل معها وفق الخطوات العلمية للتحليل الكمي والكيفي، والخروج بنتائج تعد ضرورية لأي عملية تخطيط تنموي فعالة، في أي قطاع من القطاعات. وإذا كانت تلك الفعاليات، هي مجرد نماذج من فعاليات وإجراءات عديدة تقوم بها حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه – فإنه من المهم والضروري أن يحرص الشباب على التجاوب مع تلك الفعاليات، والاستفادة منها، والإسهام في نجاحها والوصول بها إلى أهدافها.

.

Email