مسيرات التضامن هامة لكن القدس بحاجة لما هو أكثر

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت امس، فعاليات المسيرة العالمية الى القدس، بمشاركة وفود من اكثر من خمسين دولة من كل انحاء العالم من اندونيسيا وماليزيا شرقا، الى النرويج في الشمال والى الولايات المتحدة غربا، وهكذا كانت مسيرة دولية بحق تعبر عن رفض الاحتلال والتأكيد على عروبة وإسلامية القدس وحشد كل القوى والطاقات لتحريرها، خاصة وأنها تزامنت مع ذكرى الإسراء والمعراج واحتلال المدينة المقدسة في حرب حزيران ١٩٦٧.

وتحاول الوفود الوصول الى أقرب النقاط من فلسطين والقدس، وقد تسابق الخطباء للتنديد بالاحتلال وترديد الشعارات القومية والدينية وتعبئة النفوس للتمسك بالحق ورفض الاستسلام او القبول بالأمر الواقع الاحتلالي بكل ممارساته ومساعيه ومخططاته لتهويد المدينة وتغيير طابعها وتزوير تاريخها وتهجير أبنائها.

هذه الفعالية التضامنية هامة وضرورية، وهي تعبير عن اتساع التأييد الشعبي للقضية الفلسطينية وهي كذلك جانب من المقاومة السلمية الشعبية للاحتلال وقادرة على لفت انتباه الرأي العام الدولي لمعاناة شعبنا وانتهاك حقوقه في أرضه ووطنه ومحاولة قتل حاضره ومستقبله.

ان القدس والقضية عامة بحاجة الى ما هو أكثر. القدس بحاجة الى دعم مالي واستثمارات ومشاريع إسكان واقتصاد وتطوير للتعليم والسياحة والتجارة وغير ذلك. والقدس بحاجة الى من يدعم وجودها ويرفض عزلها او هجرها وذلك بزيارتها وتفقد أوضاعها وليس بمقاطعتها.

القدس بحاجة الى من يضغط على الحكومات وأصحاب القرار في كل الأماكن وخاصة التي انطلقت منها هذه المسيرات، لترجمة الأقوال والشعارات الى أفعال ضد الاحتلال وممارساته والعلاقات معه، ولتقديم الدعم الحقيقي للشعب الفلسطيني.

ان المسيرات التي انطلقت من القدس وبقية أنحاء الضفة أو وصلت الى مشارف نهر الاردن وشمالي قطاع غزة، يجب الا تكون موسمية او في المناسبات فقط ولكن يجب ان تتحول الى ممارسة وتحرك يومي متواصل، لأن القدس تعاني وتضيع يوميا، ولأن أصحاب القرار المؤثرين بالعالم لا يسمعون سوى لمصالحهم ولأصحاب النفوذ وما لم يتحول التحرك من مجرد رفض لفظي- للاحتلال، الى ممارسة نوع من الضغوط السياسية والاقتصادية والتجارية، فان شيئا لن يتغير، وقد اعتدنا على إدارة اسرائيل ظهرها لكل شيء معنوي او مطالب وشعارات كلامية، وهي لا تستمع إلا لما هو عملي ومؤثر فعلا.

في الختام لابد من توجيه التحية والتقدير والاحترام لكل المشاركين الأصدقاء والمتضامنين في هذه المسيرات وان شعبنا لن ينسى أبداً وقفتهم القوية والعامة الى جانب حقوقه.
 

Email