الخرطوم وجوبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

التوجيهات التي اصدرها الرئيس السوداني عمر حسن البشير امس وأمر فيها باغلاق انبوب النفط الناقل لنفط دولة جنوب السودان اعتبارا من اليوم الاحد، بعد ان اتهم جوبا بالاستمرار في دعم متمردي الجبهة الثورية التي تقاتل في مناطق جنوب كردفان والنيل الازرق المتاخمة لدولة الجنوب.. هذه التوجيهات تعيد البلدين الى مربع الازمة من جديد، وهي تأتي بعد اشهر قليلة من الاتفاق بين البلدين على تسوية الخلافات الامنية والاقتصادية بينهما واستئناف ضخ صادرات النفط الخام المتوقف منذ اكثر من عام.

لقد ظلت الأزمات السياسية المتلاحقة هي السمة الرئيسية للعلاقة بين الخرطوم وجوبا منذ اعلان انفصال جنوب السودان بعد الاستفتاء الذي جرى تنظيمه حول تقرير المصير بموجب اتفاقية السلام الشامل المعروفة باسم اتفاقية "نيفاشا"، حيث اسهمت القضايا العالقة التي جرى ترحيلها الى ما بعد الاستفتاء في ان تصبح ألغاما قابلة للانفجار في طريق العلاقة الجديدة بين البلدين، خصوصا ما يتعلق منها بترتيبات نقل وتصدير النفط والعلاقات الاقتصادية وترسيم الحدود وبالتالي فتح الباب امام التنازع حول عدد من المناطق، وعدم حسم تبعية منطقة ابيي.

ومن المؤسف ان يعجز البلدان اللذان كانا الى وقت قصير بلدا واحدا وشعبا واحدا في الالتزام باتفاقيات التعاون المبرمة بينهما والتي تضمن المصالح المشتركة لكلا الشعبين الشقيقين في الشمال والجنوب.

ان التوتر المستمر في العلاقات بين الخرطوم وجوبا لن يخدم احدا سوى الاعداء الذين لا يرجون خيرا للسودان ولدولة جنوب السودان، ومن الواضح ان البلدين بحاجة الى الكثير من الجهد المشترك لمعالجة أزمة الثقة والشكوك التي تحيط بعلاقاتهما وتؤثر بهما فيما يتعلق بتنفيذ تعهداتهما والتزاماتهما الموقع عليها في اتفاقيات التعاون.

ان ما يربط بين شعبي السودان في الشمال والجنوب اكبر بكثير مما يفرق بينهما، بل انهما شعب واحد في دولتين، ومن المهم الا ينسى القادة والسياسيون في البلدين ذلك.
 

Email