معالجة الازدحام المروري الحالي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحولت قضية الازدحام المروري إلى قاسم مشترك بين معظم مدن العالم الكبرى، ومن بينها الدوحة، وإذا كانت هذه المشكلة موجودة في هذه العواصم رغم الاستخدام المكثف للنقل الجماعي، فإن نفس المشكلة ستخف وطأتها في الدوحة ـ تأكيدا ـ لو تم إنعاش النقل الجماعي، الذي لا يزال معزوفا عن استخدامه حتى الآن. ومن ذلك يمكن القول إن التوصيات التي تمخضت عن الجلسة الأخيرة لمجلس الشورى الموقر يوم الاثنين الماضي، حيث نوقشت قضية الازدحام المروري من كافة جوانبها، وبوجود الأطراف المعنية بها، بمثابة حلول ناجعة لو تم إخضاعها لدراسات متأنية، يصدر عنها لوائح التنفيذ، وضوابط العمل.

فتصميم شوارعنا الرئيسية ينبغي أن يبنى على قدرة استيعابية تتناسب مع مقتضيات المستقبل وليس اليوم أو حتى الغد القريب، وبشروط تصميمية تخفض منسوب الحوادث المرورية، كما أن تقنين منح رخص قيادة السيارات لتكون وفق ضوابط مشددة، تستبعد الذين لا يجيدونها سيضمن تقليل الحوادث المرورية التي يبلغ عدد وفياتها 12.5 % من إجمالي الوفيات في قطر. إننا على ثقة من أن توالي تنفيذ مراحل مترو الدوحة، والتي يجري حاليا العمل عليها، سوف يمتص الكثير من الضغوط المرورية الحالية، فهذا المشروع الكبير سيكون تدشينا لطراز راق وحداثي للنقل الجماعي في مجتمع اعتمد طويلا على نقل السيارات الخاصة.

ومن ذلك فقد أصاب مجلس الشورى بما أوصى به، وهي حزمة من التوصيات التي سيتولد عنها الكثير من الدراسات المتأنية التي سينتج عنها معالجات جذرية بإذن الله لهذه المشكلة التي تؤرق كثيرين الآن. إن نشوء مدن جديدة في مناطق خارج الدوحة الحالية سيتولى أيضا امتصاص جزء من الكثافة المرورية، فقطر الغد التي ستزخر ببنية تحتية راقية المستوى، وبشبكة حديثة للطرق، وبرقعة عمرانية مخططة تخطيطا شاملا لكافة المرافق والخدمات، وهو ما يبشر بحلول مستدامة وجذرية للازدحام المروري الحالي. 
 
 

Email