تهديد صهيوني يضفي المزيد من الأدلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الضجة التي افتعلها ولا يزال كيان الاحتلال الصهيوني ومن ورائه حلفاؤه وعملاؤه حول التسلح السوري وتزويد الجيش العربي السوري بصواريخ (أس ـ 300) الروسية المتطورة المضادة للطائرات، والتلويح بضرب أي دفعة من هذه الصواريخ قادمة إلى سوريا، هذه الضجة ما هي الا تعبير عن نية مبيتة لدى الصهاينة لتدمير سوريا، ودليل إضافي على الانخراط المباشر لكيان الاحتلال الصهيوني في الأزمة السورية، والإصرار على استغلال حالة الفوضى الناشبة نتيجة التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري في تحقيق ما كان مدونًا في السجلات السياسية للصهاينة بضرب مكامن القوة لدى العرب وتفسيخ عرى ترابطهم، وتمزيق أواصرهم حتى لا تقوم لهم قائمة، وتعد القوة العسكرية من جيوش مدربة تدريبًا عاليًا ومجهزة بأحدث السلاح ومنظوماته، وأحدث من توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية، في مقدمة الأولويات التي يجب منعها وضربها، إذا ما أراد الصهاينة تحقيق أحلامهم التلمودية بإقامة ما يسمى دولة "إسرائيل" الكبرى وكقوة وحيدة في المنطقة العربية وما عداها عبارة عن كانتونات أو أقاليم مجزأة متحاربة متناحرة. ويعد العراق وما جرى فيه بسبب التآمر الصهيوني ـ الأميركي ـ البريطاني لتمزيقه وإخراجه من كل الحسابات التي كانت قائمة قبل غزوه، وما استتبع ذلك من حل للجيش العراقي القوي وبذر بذور الطائفية المقيتة التي تهدد اليوم بتقسيمه إلى أقاليم طائفية، يعد أوكد دليل يقدمه الصهاينة وحلفاؤهم وعملاؤهم على تدخلاتهم وفبركة أكاذيبهم، وكيفية توظيف أدوات في الداخل ومن الخارج تعينهم على تحقيق ذلك. واليوم يأتي الدور على الجيش العربي السوري، بعد أن تم تحييد الجيش المصري باتفاقية كامب ديفيد، وبعد أن تم حل الجيش العراقي باعتبار أن هذه الجيوش الثلاثة هي الأقوى عربيًّا، وهي التي خاضت حروب الكرامة، ولذلك لم يصدق محور التآمر ذاته أن تأتيه فرصة تدمير سوريا وإلحاقها بالعراق مثلما هي عليه الآن، حيث هناك من يقوم بالمهمة نيابة عن هذا المحور الذي يقوم بتقديم الدعم اللوجستي والخطط وتوفير الغطاء اللازم للعملاء والأدوات لإنجاز المهمة دون تكبد خسارة سنت واحد، لذا فإن تمكين الجيش العربي السوري وزيادة فاعليته ورفع قدراته بما يحفظ تماسكه وتزويده بأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الصواريخ الروسية فائقة التطور، أمر مرفوض جملةً وتفصيلًا من قبل هذا الكيان الغاصب وداعميه، وبالتالي لا بد من عمل كل المستحيلات لإفشال كل ما من شأنه أن يقوي شوكة هذا الجيش العربي في وجه محور التآمر على سوريا وعلى العرب.

بالمجمل، إن هذا التهديد الصهيوني بضرب أي دفعة صواريخ من نوع (أس ـ 300) قادمة إلى سوريا، مضافًا إليه الاستفزازات والتحرشات التي يقوم بها الطيران الحربي الصهيوني ضد لبنان والعلاقة العضوية التي تأكدت مرارًا وتكرارًا بين الطرف الأصيل وهو كيان الاحتلال الصهيوني والأدوات والعملاء على الأرض السورية، أطاح بكل ما يروج عن وجود "ثورات"، وعن القيم والمبادئ والكرامة والنخوة والشهامة والعزة، وللأسف يتمادى محور التآمر في تهديداته وإرهابه اليوم مسنودًا بما تمكن من غرسه وبذره في المنطقة من فتن طائفية يلعب على وترها لتأجيج نيران الأحقاد والاقتتال والتناحر والتدمير المتبادل بين أفراد هذه الأمة، وما يؤسف له أيضًا أن يتخندق مع محور التآمر ممن يقولون إنهم سوريون في خندق التحريض وتسول التدخل العسكري الأجنبي لتدمير سوريا، والمشاركة في الضجة المفتعلة عن الصواريخ الروسية التي تحمي سوريا التي يقولون إنها وطنهم من العدوان والدمار والخراب من الأعداء التاريخيين لدول المنطقة.
 

Email