تركيا.. احتجاجات في ظروف غير مناسبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتسعت رقعة الاحتجاجات المناهضة لحكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان لليوم الثالث، والتي تُعد إحدى أكبر حركات الاحتجاج الشعبي منذ تولي حزبه المحافظ الحكم في 2002. قوات الأمن استخدمت قنابل الغاز لمنع المحتجين من الوصول إلى ميدان "تقسيم"، بمدينة إسطنبول؛ بسبب مشروع بناء مثير للجدل في حديقة قرب الميدان.

إردوغان ـ وبسبب ردة فعل المتظاهرين ضد الحكومة ـ دعا إلى إنهاء تحركهم على الفور، مؤكدا أن الشرطة ستبقى فى ميدان "تقسيم"، وعلل ذلك بأن الميدان "لا يمكن أن يكون مكانا للمتطرفين، ليفعلوا فيه ما يشاؤون"، لكنه عاد ليعترف بأنه "كان هناك خطأ عندما استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل لتفريق المحتجين".

تركيا دفعت آخر قسط من ديونها لصندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي، وبذلك تكون خرجت من تحت عباءة الديون، لكن ذلك على ما يبدو ليس كافيا لشرائح واسعة من الشعب التركي.

القانون الجديد الذي صدق عليه إردوغان الأسبوع الماضي، والذي يمنع بيع المشروبات الروحية بين الساعة العاشرة ليلا والسادسة صباحا، ربما كان سببا غير مباشر أيضا في وقوع هذه الأحداث، فهناك الكثير من الأتراك يعتريهم الخوف على شخصية تركيا الحديثة التي رسمها "أتاتورك" ورفاقه.

بعد نجاحاته الاقتصادية والسياسية مؤخرا تخشى بعض الأطياف التركية من نفوذ حزب العدالة والتنمية إلى المؤسسات التشريعية في البلاد، بغرض أسلمة الدولة وأنظمتها. يبدو أن هناك أسبابا غير معلومة للأحداث الأخيرة، غير أن تصاعدها ربما ارتبط بردة فعل الأجهزة الأمنية. تركيا لم تتحدث عن ضلوع الأكراد وتحميلهم المسؤولية فيما حدث.. لكن هل يعقل أن يكون سبب هذه الاحتجاجات القوية اقتلاع الأشجار من ميدان لبناء مشروع تجاري؟ وإن كان هذا بلا شك سببا وجيها في أي دولة متحضرة، لكن الأمور تصاعدت لتتحول إلى احتجاجات عدة، ربما على سياسة الحزب فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية في تركيا المدنية.

وبالمناسبة، فإن خبرا طريفا أتى على هامش الأحداث التركية ـ وإن كان مبكيا بقدر ما هو مضحك ـ فقد دعا النظام السوري مواطنيه إلى عدم الذهاب إلى تركيا "حفاظا على سلامتهم"!.
 

Email