لا مجال للتهرب من استحقاقات السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظلت تطورات الأحداث المرتبطة بالقضية الفلسطينية ترسخ باستمرار جملة من الحقائق الأساسية وفي مقدمتها أن الطرف الفلسطيني لا يقبل سوى بالتسوية السلمية العادلة والشاملة، وأن مختلف الضغوط التي توحي الآن تسريبات إعلامية عديدة بأنها تمارس لمحاولة دفع السلطة الفلسطينية للعودة إلى التفاوض دون إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان، تلك الضغوط لن تفلح في تحقيق ما هو مطلوب من أسس لاستئناف عملية السلام، وذلك في ظل التحركات المكوكية الجديدة التي يقودها حاليا وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

لقد ظل مطلب الحفاظ على المطالب العادلة للشعب الفلسطيني، والتي تؤازره بشأنها الجهود العربية والإسلامية، بمختلف المحافل السياسية والدبلوماسية الدولية، يمثل مطلبا رئيسيا لإرساء السلام المنشود بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وفي متابعة المستجدات الراهنة لجهود إيجاد التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، فإنه يبدو واضحا بأن إسرائيل لا زالت تواصل تعنتها بشأن الاستجابة للنداءات الإقليمية والدولية التي تطالبها بالجدية في التعامل مع ملف قضية السلام، إذ أنه ليس منطقيا أن تمضي إسرائيل في الإعلان المستمر عن مخططاتها للتوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، حيث إن ذلك الأمر يمثل استفزازا مباشرا للمجتمع الدولي ومؤسسات الشرعية الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. كما نعتبر بأن إسرائيل تتناسى أيضا بأن مضيها في سياسة التوسع الاستيطاني يمثل إحراجا دبلوماسيا وسياسيا لواشنطن، في وقت تبادر فيه الإدارة الأميركية الحالية ببذل جهود لمحاولة تحريك العملية السلمية.

وفي هذا السياق، فإننا نشير إلى تحذير أطلقته الإدارة الأميركية في ردها على خطط الاستيطان الإسرائيلية، إذ أوضحت الخارجية الأميركية بأنه على الإسرائيليين أن يدركوا أن «النشاط الاستيطاني غير بناء بالنسبة للسلام».

إن التطورات الراهنة في ملف السلام تستدعي مجددا أن يتواصل تكثيف الجهود الإقليمية والدولية بصورة أكثر فاعلية، لضمان إنهاء التوترات الحالية التي تخلقها الاستفزازات المستمرة من جانب إسرائيل، وذلك بتمسكها غير المنطقي بمسألة التوسع الاستيطاني.
 

Email