رؤية جلالة السلطان تعزز التكامل الخليجي

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أن انطلقت مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ قبل أكثر من اثنين واربعين عاما ، حرص جلالته على بناء وتعميق العلاقات العمانية مع الأشقاء والأصدقاء في منطقة الخليج ، وخارجها على مبادئ وأسس راسخة ، ولم يكن مصادفة أن تحظى دول الخليج العربية باهتمام كبير ومكانة خاصة في السياسة والدبلوماسية العمانية ، في إطار رؤية واضحة ومتكاملة أيضا ، لما ينبغي أن تكون عليه علاقات الدول المطلة على الخليج من ناحية ، والعلاقات بين السلطنة و الدول الأخرى ، الشقيقة والصديقة من ناحية ثانية .


ولأن صفحة الدبلوماسية والسياسة العمانية ، خليجيا وعربيا ودوليا ، صفحة ناصعة ومشرفة ، وتتسم دوما بالوضوح والصراحة ، ومن ثم الشفافية الكاملة ، بدون ضجيج أو ادعاء ؛ فإنها تحفل بالكثير من المواقف والمقترحات والمبادرات والتحركات العملية ، التي نبعت ، وتنبع كلها وتصب أيضا في الحرص الحقيقي والجاد على تحقيق مصالح كل دول وشعوب هذه المنطقة الحيوية ، والسعي إلى بناء علاقات طيبة ، قوية وراسخة ومزدهرة ، وقادرة أيضا على التجاوب مع طموحاتها جميعها . وقد أثبتت الكثير من الظروف والتطورات أن السلطنة لا تتردد في القيام بكل جهد ممكن ، ترى أنه يمكن أن يفيد أيا من الدول الشقيقة أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية بوجه خاص ، ويسهم في تعزيز استقرار وأمن المنطقة، ودعم علاقات دولها والتقريب فيما بينها وتجاوز خلافاتها بوجه عام .


وفي هذا الاطار فإن الحديث الذي أدلى به معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لوكالة الأنباء العمانية ونشرته الصحف أمس الأول ، يتسم بالكثير من الأهمية والدلالة ، حيث أكد معاليه على أن " الحكمة والرؤية السياسية العميقة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وحرصه الشديد على مساندة ودعم كل ما يخدم تحقيق التكامل بين دول المجلس تعد من أهم روافد مجلس التعاون."

وإن هذه المسيرة المباركة حظيت بشرف الاستنارة بأفكار وآراء حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم الحكيمة والسديدة والثاقبة في كافة مجالات العمل الخليجي المشترك. ومن المؤكد أن الإيمان العميق والراسخ بأهمية وضرورة التكامل ، والارادة السياسية القوية لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس ، والتأييد القوي من جانب شعوب دول المجلس، هو ما يفسر ما تم من خطوات طيبة ومتعددة لتحقيق مصالح ابناء دول المجلس في كل المجالات ، والاستجابة المتأنية والمدروسة لتطلعاتهم وطموحاتهم لبناء حياة افضل في الحاضر والمستقبل. ولم يقتصر الامر على ما تحقق ، ويتحقق على طريق التكامل بين دول المجلس في كل المجالات وترسيخ المواطنة الخليجية ، ولكنه يمتد ايضا الى ما يضطلع به مجلس التعاون من دور واسهام ايجابي على صعيد العمل ، خليجيا واقليميا وعربيا ، على تجاوز اية مشكلات ، وحل اية خلافات عبر الحوار الايجابي وفي اطار مبادئ القانون الدولي ، والالتزام الحقيقي بسياسات حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، وقد جعل ذلك من مجلس التعاون عنصر استقرار وطاقة ايجابية لصالح دوله ودول المنطقة والعالم من حوله كذلك
 

Email