"جنيف 2" سيناريو مسبق لترسيخ "دكتاتورية" الأسد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجهود الدبلوماسية المكثفة في بروكسل وباريس للتحضير لمؤتمر "جنيف 2" المزمع عقده الشهر المقبل في جنيف، خطوة في طريق الحل للأزمة السورية المستمرة منذ عامين. لكن بوادر فشل المؤتمر تسبق توقعات نجاحه، وقد تلحقه بنظيره "جنيف 1"، الذي مات بالسكتة القلبية بسبب تصارع الإرادات الدولية، وتشرذم المعارضة.

فالنظام السوري وبدعم من حلفائه (روسيا وإيران وتابعها حزب الله) استغل فترة التحضير لإعادة ترتيب أوراقه على الأرض وتحقيق مكاسب عسكرية قبل الدخول في سراديب ودهاليز المفاوضات. فقد استطاع النظام وبدعم من مقاتلي حزب الله السيطرة على 80% من مدينة القصير، وهي ورقة يستطيع أن يلعب بها وتدعم موقفه في المفاوضات.

كما أن سبق موسكو، قبل دمشق، بالإعلان عن موافقة النظام السوري على المشاركة في المؤتمر يدل على أن سيناريو المفاوضات بيد روسيا وأنها تسعى للاحتفاظ بنفوذها في المنطقة في مرحلة ما بعد الأسد. يضاف إلى ذلك زيارة وزير خارجية النظام وليد المعلم إلى بغداد أول من أمس ليضمن وقوف العراق بجانب الأسد، أو كما قال المعلم "الاتفاق الوحيد الذي يجمع العراق وسورية هو ألا تكون بغداد في محور أعداء دمشق".

محاور الشر تتكاتف في ظل صمت وعجز عالميين عن حماية الأبرياء من الشعب السوري، وفي ظل تصريح المسؤولة عن مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي أمس بأن مستوى انتهاكات حقوق الإنسان في سورية أصبح مروعا.

في المقابل مسلسل العجز ما زال مستمرا في الجانب الآخر، فالاتحاد الأوروبي جاهد حتى أمس لإصدار قرار برفع الحظر عن تسليح المعارضة، كما توارت الولايات المتحدة وراء سراب سلمية الحل، ناهيك عن الخلافات الحادة داخل المعارضة.

فالمعارضة لم تتوصل إلى قيادة جديدة رغم اجتماعها المستمر منذ أربعة أيام في إسطنبول. تنافر الرؤى بين فصائل المعارضة، جعل مكاسب الائتلاف منذ تشكيله في نوفمبر الماضي بالدوحة على الورق فقط دون أن يحقق خطوات ملموسة في مواجهة النظام. ولعل استقالة أحمد معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف، ومصير رئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو الذي لم يتمكن من تشكيل حكومة منذ تعيينه في 19 مارس الماضي، نموذجان على حال المعارضة وعدم قدرتها على تحقيق تطلعات الشعب السوري.
 

Email