هل هي الفرصة الاخيرة للسلام؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

المعروف عن الرئيس ابو مازن انه ميال للتفاؤل بصورة عامة ولهذا فانه لا يمل الحديث عن وجود فرصة لتحقيق السلام واقامة الدولة الفلسطينية في حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. وهذا ما كرره بالامس امام المنتدى الاقتصادي الدولي المنعقد في الاردن بحضور حشد من القادة والمسؤولين ورجال الاعمال من الدول العربية والافريقية ومعظم انحاء العالم.

قال ابو مازن ما تزال هناك فرصة رغم تشاؤم الكثيرين بمن فيهم وزير الخارجية البريطانية الذي أشار الى ان فرص الحل على أساس الدولتين بدأت تتلاشى بسبب الاستيطان الذي افقد اسرائيل الكثير من الدعم الدولي. ولان وزير الخارجية الاميركية جون كيري يقوم بزيارة للمنطقة ويشارك باعمال المؤتمر. فقد اشاد بدوره الرئيس ابو مازن وقال انه اجرى محادثات بناءة ومفيدة. وفي هذا السياق فان من المقرر ان يلتقي ابو مازن والرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بحضور كيري والملك عبد الله في عمان اليوم في خطوة أخرى للبحث عن وسيلة واقعية لاستئناف المفاوضات.

وقد قيل ان الوزير الاميركي لديه مبادرة جديدة سيعرضها على الاطراف المعنية للتشاور وبلورة الموقف بشكل يرضى به الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي. والموقف الفلسطيني واضح وهو وقف الاستيطان او تجميده وهذا ما اكد عليه الملك عبد الله ايضا في خطابه امام المنتدى وذلك كخطوة لا بد منها اسرائيليا لاستئناف عملية التفاوض، لكن اسرائيل ترفض ذلك عملا وقولا، ويتواصل الاستيطان بقوة ويؤكد قادة اسرائيل انه لن يتوقف ابدا، وهذه هي المعضلة التي على الوسيط الاميركي ان يجد لها حلا.

ان فرصة السلام التي لا تزال ممكنة، كما يقول الرئيس ابو مازن، قد تكون الاخيرة فعلا، ولهذا لا بد من بذل كل الجهود والضغوط أيضا لزحزحة الموقف الاسرائيلي الذي يعرقل كل الاحتمالات ويغلق كل الابواب ويتمسك بالتوسع وتهويد القدس وتغيير طابعها وتزييف تاريخها ولا يستجيب لاية مساع او وساطات.

لقد قدمنا نحن كفلسطينيين كل ما هو مطلوب وما نزال نتمسك بالتفاوض وسيلة للحل بشرط الا يكون الامر اضاعة للوقت وتبريرا للممارسات الاسرائيلية وغطا لها. كما ان لجنة المبادرة العربية اقترحت تعديلات قوية لتشجيع عملية السلام ولكن احدا في اسرائيل لم يلتفت الى ذلك.

ان السلام هدف سام، وعدم تحقيقه سيؤدي بالتأكيد طال الزمان او قصر، الى مزيد من العنف والتطرف والعداء والكراهية وليس في هذا مصلحة لاحد الا الذين يعميهم الاستيطان والتوسع والغطرسة عن رؤية الحقائق والتعامل معها بجدية وواقعية.

لا بد اخيرا من الاشارة الى دعوة الرئيس ابو مازن في كلمته امام المؤتمر، الى الاستثمار في فلسطين حيث تتوفر فرص كبيرة لذلك، وهي دعوة نحن في اشد الحاجة الى من ينفذها فعلا، وفي المقدمة فان رجال الاعمال واصحاب رؤوس الاموال، من الفلسطينيين هم الذين يجب ان يكونوا الرواد في هذا.
 

Email